(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع والستون _
استقامت مروة واقفة وتحركت ببطء واستغراب نحو المطبخ حين سمعت صوتًا غريبًا منبعثًا من الداخل .. وبذلك الوقت كانت سيارة جلنار توقفت أمام المنزل ونزلت منها بسرعة ثم أسرعت تجاه الباب شبه ركضًا .
وقف أمام الباب ودست يدها داخل حقيبتها تخرج المفاتيح ثم وضعتها بقفل الباب وادارته لليسار لينفتح الباب وتدخل ثم تغلقه خلفها .. ألقت نظرة سريعة ومتفحصة على الأرجاء وكادت أن تصيح منادية عليه وتندفع للدرج لكي تصعد للطابق الثاني لكن أصابتها حالة من الصدمة جمدتها مكانها حين رأت تلك الفتاة تخرج من المطبخ .. ظلت على وضعها دون حركة وفقط عيناها المذهولة تتمعنها بتدقيق بداية من قدماها العاريتين حتى فوق الركبتين وثوبها القصير والضيق حتى ذراعيها عاريتين .
بدأ احمرار عيناها يظهر بوضوح وملامح وجهها اللطيفة والجميلة تقوست لتعطي انبطاعًا مخيفًا كأنها وحشًا على وشك التهام فريسته .. ونيران الغضب والغيرة اشتعلت في ثناياها لتجعل منها بحالة جنون وغيرة هيسترية .
خرج صوت جلنار ورغم نعومته إلا أنه يقذف الرعب في القلوب :
_ إنتي بتعملي إيه هنا ؟!
توترت الأخرى واضطربت بشدة ولم تتفوه سوى بكلمة واحدة وهي " أنا " وكانت عيناها زائغة على الدرج تدعي ربها أن ينزل الآن وينقذها من هذا الموقف .
ارتفعت نبرة جلنار التي أصبح لون وجهها كله أحمر من فرط الغضب :
_ بقولك بتعملي إيه .. ردي !!!
بقت صامتة تحاول الرد بكلمات متعلثمة وغير مفهومة حتى توقفت حين سمعت صوت خطوات قدمه فوق الدرج وحين وصل لدرجة معينة ورأى زوجته تسمر مكانه وراح يحدق بها مدهوشًا وتارة ينقل نظره إلى مروة .. كانت ملامحه تمامًا كرجل امسكت به زوجته يخونها !!! .
لكن سرعان ما تدارك الموقف وتصرف بطبيعية حيث اكمل خطواته حتى وصل إلى جلنار وابتسم لها بنظرة ذات معنى فوجد أعصار مدمر ينفجر بوجهه وهي تصيح :
_ إيه اللي بيحصل ده .. والبنت دي بتعمل ايه معاك في البيت !
عدنان بنظرة حازمة حتى يصمتها :
_ جلنار !! .. اهدي !
ثم التفت إلى مروة وحدثها بصوت رجولي غليظ :
_ خلاص يامروة تقدري تروحي وأنا الورق هخلصه وابعته الشركة
لم تتفوه ببنت شفة فقط أماءت له بالموافقة وفورًا أسرعت لخارج المنزل لتتركهم معًا بمفردهم .
صرخت به فور رحيلها في عصبية هادرة :
_ لا واضح جدًا حبك اللي بتتكلم عنه وزعلك على انفصالنا
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Любовные романыجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...