قراءة ممتعة ياغوالي ❤️❤️🥰
(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع والسبعون _
( الأخــيــر )
السيارة تشق الطرقات بسرعة كبيرة وعيناها عالقة على زجاج السيارة تتابع الطريق بعقل شارد وعينان دامعة .. منذ أن أخبرها السائق أن والدها يخضع الآن لعملية جراحية خطيرة بالمخ وقلبها يسحق تحت الألم والرعب ، أفكار قاسية تضرب بذهنها ، ماذا لو فشلت العملية ؟ .. ماذا لو كان لقاء الصباح هو آخر لقاء لها مع أبيها ؟ .. ماذا يتبعه ألف سؤال في حلقة ذهنها المرتعدة ، ولا يسعها فعل شيء سوى البكاء بصمت ، لا تدري أتغصب لأنهم اخفوا حقيقة مرضه عنها حتى أنهم لم يخبروها بأمر جراحته الذي يخضع لها الآن .. أم ترتعد وتدخر ذلك الغضب حتى تطمئن عليه وبعدها تفرغ كل تكتظ به نفسها المضطربة ! .
لأول مرة تشعر بقهرها ورعبها الحقيقي من خسارة والدها .. رغم كل شيء فعله معها بالماضي لكنه دومًا سيظل والدها ، وحبها له لن يحظى به غيره ! .
توقفت السيارة أخيرًا بعد دقائق مرت كالسنين وهي تنتظر وصولهم للمستشفى .. التي فور وصول السيارة لها فتحت الباب واندفعت راكضة للداخل ، ومن فرط توترها نست أن تسأل بالاستقبال عن أي طابق وبأي غرفة عمليات موجود والدها ، بل راحت تجوب بالطوابق كتائه يبحث عن مستقره الوديع .
تصلبت بأرضها وعي تلهث بعدما لمحت عدنان يجلس فوق أحد المقاعد الحديدية على مسافة ليست ببعيدة من غرفة العمليات ، وعلامات الوجوم تحتل وجهه .. يحدق في الفراغ بصمت وذراعيه يعقدهم أمام صدره ، منظره المريب أثار رهبتها أكثر وشعرت للحظة بأن قلبها توقف عن ضخ الدماء معلنًا موته المؤقت ! .
استنشقت الأكسجين بصعوبة وربطت على قلبها ببأس ، ثم قادت خطواتها المرتجفة كأنفاسها تمامًا نحو زوجها القابع بذلك الركن بعيدًا عن الجميع ويستحوذه الصمت القاتل ، وقفت أمامه دون أن تتفوه بكلمة واحدة فقط صوت أنفاسها المتلاحقة هو المسموع ! .
رفع عدنان رأسه ناحيتها وغصن حاجبيه بصدمة لوجودها المفاجيء ، سرعان ما وثب واقفًا وسمعها تسبقه وتسأل بعينان تخشى السؤال :
_ بابا كويس ؟
كان سيسألها كيف عرفت ومن أخبرها لكنه سكت بعد تلك النظرة التي بعيناها ، لم تكن خائفة بقدر ماهي تائهة تبحث عن ملجأ تلوذ به ويطمأنها أن كل شيء سيكون على ما يرام ! .. دون أي تفكير اقترب منه وضمها لصدره مقبلًا شعرها وسط همسه بنبرته الحانية التي تحتاجها :
_ لسا في العمليات بس ان شاء الله هيكون كويس ياحبيبتي ويطلع بالسلامة
لم تشعر بشيء بعدها سوى بالقطرات الدافئة التي تسير فوق وجنتيها بانسيابية وصوتها الذي بدأ يرتجف وهي تتحدث :
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...