_ الفصل التاسع والخمسون _

7.4K 389 13
                                    


(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل التاسع والخمسون _

رفع يده وطرق عدة طرقات على الباب وبعد لحظات انفتح الباب لتظهر من خلفه فريدة ! ... اتسعت عيني الأخرى التي تشاهد ما يحدث من بعيد دون أن يراها أحد وصابتها الدهشة الممتزجة بالغضب والنقم عندما رأته يدخل معها ذلك المنزل بكل هدوء ويغلق الباب ليختفوا عن انظارها بشكل كلي !!! .
تجمد جسدها لبرهة وشعرت بجميع أطرافها قيدت .. فبقت مكانها تحدق بتلك الشقة مذهولة .. هل يعقل أن تصبح الشكوك حقيقة .. هل ستعاني للمرة الثانية والدائرة تعود لبدايتها مرة أخرى ! .
غلبتها مشاعر الغيرة والنقم للحظة فدفعتها لا إراديًا لذلك الباب ورفعت يدها وكانت على وشك أن تطرق فوقه بكل قوتها .. لكن بالحظة الأخيرة تراجعت وضمت كفها لتنزله ببطء وسط نظراتها المتألمة والمنكسرة .
لم تشعر بشيء حينها سوى أنها ستحط من ذاتها أكثر إذا فعلتها .. إذا كان متبقى لديها بعض من الكرامة المهدورة فهذه هي فرصتها للاحتفاظ بها ! .
تقهقرت للخلف وعيناها ممتلئة بدموع الخزي والشجن .. استدارت وسارت مبتعدة باتجاه الدرج دون أن تعطي أي ردة فعل مناسبة !! .
قررت الرحيل وستكون هذه نقطة النهاية المحتومة .. تخلت ولن يكون هناك مجالًا للعودة .. فقد وصلوا لنهاية الطريق ! .

***
استقرت نظرات فريدة المرتعدة على ذلك الذئب المتربص لفريسته أمامها .. بالتأكيد جاء ليخط نهاية قصتها بيده .. زيارته المفاجأة تضمر خلفها خفايا لو علمتها لفرت هاربة من أمامه كما تفرالفريسة من صائدها .
نظرات عيناه قذفت الرعب في قلبها فجعلتها تتراجع لا إردايًا للخلف متمتمة بارتيعاد :
_ إنت جاي ليه يا عدنان ؟!
بدا لها جامدًا تمامًا وهو يجيبها بنبرة مرهبة ووجه خالي من المشاعر :
_ تفتكري جاي ليه يعني !
سكتت ولم تجيبه بينما قدماها فظلت في التراجع عندما رأته يتقدم منها بتريث هامسًا ببسمة مخيفة :
_ كنتي فاكرة إنك هتعرفي تهربي مني كتير يعني .. أنا كنت سايبك بمزاجي عشان مش فايقلك ومش عايز اشغل بالي بواحدة **** زيك .. بس كدا كفاية أوي عليكي

ارتجفت أوصالها وردت بصوت مرتجف ونظرات زائغة :
_ هتعملَّي إيه ؟!
ظهر شبح ابتسامته الشيطانية وهو يجيبها :
_ خمني !
مظهره ارعبها وللحظة ظنت أنه سيقتلها .. فلم تجد.أمامها مفر سوى محاولاتها للفرار والاختباء منه بأى جزء بالمنزل .. لكن ردات فعلها كانت متوقعة بالنسبة له حيث أنها بعدما خطت بضع خطوات فقط وجدته يجذبها من شعرها بعنف لتنطلق من شفتيها صرخة عالية متألمة .. ثم سمعت صوت الرجولي المتحشرج في أذنها وهو يصرخ بها :
_ خدي هنا رايحة فين !! .. سبق وقولتلك إن المكان اللي تستحقي تكوني فيه السجن .. واوعدك يافريدة هخليكي تكملي بقية حياتك فيه .. أنا حقاني أوي وبحب كل واحد ياخد حقه وإنتي غالية اووووي عندي وعشان كدا هتوصى بيكي وهوصيهم عليكي جامد .. اطمني الجو هناك هيعجبك أوي
اتسعت عيناها بصدمة وفورًا راحت تصرخ بخوف متوسلة إياه :
_ لا ابوس إيدك ياعدنان متسجنيش .. سامحني أنا آسفة والله أنا معترفة بغلطي بس ارجوك متعاقبنيش العقاب ده .. معقول ههون عليك تسيبني في السجن بعد كل حبـ .......
قاطعها بصيحة نفضتها بأرضها من قسوتها :
_ الخيانة عندي عقابها الموت .. بس أنا مش هقتلك وهسيبك في السجن تتعذبي وتموتي بالبطيء

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن