(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثالث والستون _
كان آدم يقود خطواته السريعة داخل ردهة القسم الطويلة .. وبذهنه ألف سؤال أهمهم ( ماذا فعلت أمي ؟! ) .. وصل أخيرًا إلى غرفة الضابط وانتظر للحظة بالخارج حتى سمح له العسكري بالدخول .
دخل بهدوء واقترب ليجلس على مقعد مقابل مكتب الضابط الذي رحب به بوداعة وتمتم :
_ آدم الشافعي مش كدا ؟
اماء له بالموافقة وهتف في صوت خشن :
_ أيوة .. ممكن تفهمني يافندم والدتي بتعمل ايه هنا !
تنهد الضابط الصعداء وقال في جدية تامة :
_ طيب في الأول قبل اي حاجة .. إنت كنت تعرف إن والدتك بتشتغل في الممنوعات وبتمول الفلوس لشوية نصايبن ودجالين
هيمنت عليه حالة من الذهول وبقى يحدق في الضابط بعدم استيعاب وسكون غريب حتى لاحت ابتسامة مدهوشة وشبه ساخرة فوق شفتيه يجيب :
_ ممنوعات إيه حضرتك .. أكيد في حاجة غلط .. اظن إن حضرتك عارف مين عيلة الشافعي مستحيل يكون لينا علاقة بالكلام ده ولاحظ إن دي والدتي كمان
طهرت الحدة فوق معالم الضابط الذي اجابه برسمية وبعض السخط :
_ احنا مش بنتبلى على والدتك يا استاذ آدم .. امبارح قبضنا على مجموعة من النصايبن والدجالين بينصبوا على الناس بكلام فارغ أنهم بيعملوا اسحار وأعمال .. وواحدة منهم اعترفت إن أسمهان هانم كانت بتساعدها من البداية وبتديها الفلوس دايمًا وكان معاها دليل بالصور والتسجيلات .. والتحريات أثبتت صحة الدلائل دي وإنها مش متفبركة .. ده غير أننا لقينا شنطة مليانة ممنوعات مختلفة في عربية والدتك الخاصة
مسح آدم على وجهه بقوة وشعر للحظة بأن عقله خلاياه شُلت ولم تعد لديه القدرة على التفكير أو التحدث حتى .. بقى ساكنًا لبرهة يستعيد رباطة جأشه حتى أردف أخيرًا بخفوت وغضب داخلي :
_ أكيد الشنطة دي كانت بفعل فاعل وحد حطها .. مستحيل والدتي يكون ليها إيد في حاجة زي كدا وممكن تكون الست اللي قالت كدا بتتبلي عليها
الضابط بصرامة :
_ الدلائل اللي قدامنا كلها ضدها و بتقول إن كل ده صح .. لو إنت واثق في والدتك جدًا تقدر توكل ليها محامي .. لكن للأسف هي حاليًا هتفضل في القسم لغاية ماتتحول للنيابة بكرا
سقطت الكلمات عليه كالصاعقة حيث راح يدفن وجهه بين راحتي يديه مستغفرًا .. عقله توقف عن التفكير ونبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف من فرط التوتر .. للمرة الأولى يشعر بالعجز ......
***
داخل المستشفى ........
كان عدنان يجلس فوق مقعد مقابل لفراش جلنار التي تجلس بجوارها ابنتهم وتتبادل معها أطراف الحديث بمرح .
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...