_ الفصل العاشر _

12.7K 470 23
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل العاشر _

خرج صوت جهوري أسكتهم جميعًا :

_ إيه اللي بيحصل ده !

نظرت فريدة إلى جلنار شزرًا وتحولت عيناها إلى الأحمر القاتم ، وحرارة غضبها كانت تخرج منها كلهيب النيران ، أوشكت أن تنقض على جلنار وتجذبها من خصلات شعرها لتفرغ بها شحنة غيظها .. لولا صيحة عدنان المهيبة للأبدان وهو يندفع نحوهم :

_ فـريـــدة

توقفت بأرضها مجبرة بعد صيحته بها ، بينما جلنار فوقفت بصمود وقالت في قوة وشراسة تليق بها :

_ من هنا ورايح مش هسكت عن أي إهانة ليا ، وأي حد هيتخطى حدود معايا هيشوف حقيقة بنت الرازي و.....

توقفت عن الكلام عندما جذبها من ذراعها بعنف وهو يرمقها بنظراته المميتة ووجهه الذي لا يختلف كثيرًا عن وجه فريدة ، وخرج منه صوت مريب يدوب الرعب في الأبدان :

_ اكتمي ومسمعش صوتك .. تعالى

كان على وشك أن يستدير ويغادر بها المنزل وهو يجذبها من ذراعها لولا فريدة التي أوقفته بصوتها الملتهب وهي تصيح :

_ إنت ماخدها على فين من غير ما تخليها تعتذر !

استقرت في عيني عدنان نظرة غريبة ، كانت قوية وصارمة مما جعلها تتركه بتلقائية في تعجب من نظرته .. وأسمهان كانت تتابع ما يحدث بابتسامة ماكرة .

سار بها في اتجاه السيارة وهي تحاول التملص من قبضته هاتفة بعصبية :

_ سيب إيدي ياعدنان

لم يعيرها اهتمام واستمر في جذبها بقسوة حتى وصلا إلى السيارة ففتح باب المقعد المجاور له وادخلها ثم اغلق الباب بعنف مما أحدث صوتًا عاليًا ، أثار نفضة بسيطة في جسدها .. خرجت هنا من المنزل بعدما ارتدت حذائها وهرولت راكضة نحو سيارة أبيها واستقلت بمقعدها الخلفي المخصص لها ، وباللحظة التالية كان هو ينطلق بالسيارة متجهًا نحو منزله الثاني .

***

ظلت تجوب الغرفة إيابًا وذهابًا وهي عبارة عن جمرة مشتعلة وتزأر من بين شفتيها بغضب عارم .. كيف تجرأت ورفعت يدها عليها ، وما جعل النيران تزداد اشتعالًا بداخلها أكثر نظرته لها عندما طلبت أن يجعلها تعتذر ، ومن ثم مغادرتها بها ، دون أي ردة فعل منه على فعلتها ! .

ارتفع رنين هاتفها باللحظة المناسبة تمامًا فأمسكت به وأجابت على المتصل الذي كان نادر :

_ أيوة يانادر

نادر بمغازلة :

_ وصلتي كويسة ياحبيبتي ؟

هتفت في هدوء لا يتناسب مع وضعها أبدًا :

_ إنت مش قولتلي إنك هتتصرف مع الحقيرة اللي اسمها جلنار وتخلصني منها نهائي

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن