_ الفصل الثاني والستون _

7.5K 389 13
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثاني والستون _

تمكنت منها دهشتها لبرهة من الوقت وهي تتمعن في الأختبار الصغير ، لا تصدق ما تراه عيناها وأيضًا هناك ابتسامة عفوية بدأت تشق طريقها لثغرها .. نفرت عن ذهنها بهذه اللحظة أي فرصة لأفكار عبثية وسخيفة قد تعكر عليها جمال اللحظة وسعادتها كأي أنثى .. وفقط راحت تفكر أنها سترزق بطفل ثاني عن قريب .

اشرف وجهها من فرط السعادة وابتسامتها انفرجت باتساع لتظهر عن أسنانها الناصعة البيضاء وبيدها راحت تلمس بطنها مبتسمة .. بقت على هذا الوضع لدقائق طويلة حتى سمعت صوت طرق الباب الخفيف ومن بعده انفتح وظهر أبيها الذي دخل بخطوات هادئة واقترب منها مبتسمًا يقول :
_ عاملة إيه ياحبيبتي ؟
جلنار بثغر متسع :
_ الحمدلله يابابا كويسة
نشأت بنبرة جادة :
_ عدنان كان هنا قبل ما آجي فعلًا ؟
_ آه جه يشوف هنا ويطمن عليها وبعدين مشي
تقدم منها باهتمام وسألها :
_ بدرية قالتلي إنك تعبتي وهو طلعك على الأوضة هنا .. حصل إيه ياجلنار إنتي كويسة ؟
ترددت في بادئ الأمر لكن سعادتها قادتها ولم تتمكن من ضبط لسانها الذي تحدث بفرحة وعينان لامعة :
_ كويسة يابابا .. دوخت شوية بس وده أكيد بسبب الحمل

اتسعت عيني نشأت بصدمة وهدر :
_ حمل !! .. إنتي حامل ؟!!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع ليهيمن الذهول عليه للحظة قبل أن يضحك هو الآخر بفرحة صادقة ويضمها إلي صدره بحنو مقبلًا شعرها ويتمتم :
_ مبروووك يابنتي .. خلي بالك من نفسك من هنا ورايح وخدي معاد وروحي للدكتورة وتابعي معاها
_ النهارده بليل ان شاء الله هروح للدكتورة
أبعدها عنه وابتسم بمداعبة يسألها :
_ تحبي اروح معاكي ولا هتاخدي عدنان ؟
سكنت بشكل مريب عند ذكره لاسمه فضيق عيناه باستغراب وسألها بجدية :
_ إيه إنتي مش عايزة تقوليله ولا إيه ؟!!
التزمت الصمت ولم تجيب فن الرد حازم من أبيها وهو يقول :
_ مينفعش ياجلنار لازم يعرف .. مهما كان في إيه مشاكل بينكم واتطلقتوا ده ابنه ولازم تقوليله
هزت رأسها بالموافقة وتمتمت في خفوت :
_ هقوله يابابا أكيد مقدرش اخبي عنه أساساً ا بس هصبر شوية وهقوله في الوقت المناسب
تنهد نشأت الصعداء بعدم حيلة حين توقع أفكار ابنته التي تدور في ذهنها فقال بنظرة دقيقة :
_ أنا فاهم إنك خايفة تقوليله ويردك لما يعرف بحملك بس متقلقيش مش هيعمل كدا .. ومتنسيش كمان إنك دلوقتي عدتك مبقتش تلات شهور لا عدتك بقت لغاية ما تولدي
جلنار بتفهم :
_ عارفة يابابا .. عارفة ومتقلقش هقوله دي حاجة مينفعش تتخبى أساسًا
ابتسم لها بحنو ثم اقترب وطبع قبلة دافئة فوق جبهتها متمتمًا بحنان أبوي :
_ ارتاحي بقى ياجلنار وأنا هبلغ بدرية إنها تطلعلك الأكل عندك في الأوضة عشان متنزليش وتطلعي السلم كتير وتتعبي
أماءت له بالموافقة وعانقته بحب هامسة :
_ متشكرة يابابا ربنا يخليك ليا
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي .. أنا هسيبك بقى عشان ترتاحي

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن