_ الفصل السابع _

11.9K 440 4
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل السابع _

كانت في طريقها إلى منزلها بعد عودتها من يومها الأول في العمل بإحدى المكتبات ، وتحمل بيدها كيس يحتوي على علب اقراص الدواء الخاص بجدتها .. وإذا بها تجد الكيس يسقط من يدها بعدما اصطدم بها أحد أطفال جارتها وهو يركض بخوف ، قبضت على الطفل وامسكته من ياقة قميصه وهتفت بغيظ هي تنحنى عليه :

_ وبعدين معاك يا ....

لم يدعها تكمل جملتها حيث حاول إفلات يدها عن قميصه وهو يصرخ :

_ابعدي يامهرة هيمسكني

التفتت برأسها للخلف لم تجد أحد فعادت له وقبل أن تتفوه ببنت شفة انتبهت إلى الهاتف الذي بيده فصاحت به وهي تضربه بخفة على رأسه :

_ تلفون مين ده .. أنت محرمتش يالا ، هات التلفون ده

صرخ بها وهو يتململ بين قبضتها محاولا الهرب :

_لا وابعدي بقى بدل ما اضربك

مهرة بضحكة ساخرة :

_ تضرب مين يا ابن الهبلة وأنت قد عقلة الاصبع كدا .. ده أنا لو دوست عليك هفعصك ، هات التلفون عشان نرجعه لصاحبه

لمح الصغير آدم وهو يقترب منهم بخطواته السريعة فصاح بمهرة وهو يحاول الإفلات منها :

_ جه يامهرة ابعدي ابو شكلك

شهقت بصدمة ثم رفعته من قميصه بكف واحد لأعلى وقالت أمام وجهه بنظرات مغتاظة :

_ ابو شكلي أنا ! .. ده أنا هعملك زعافة يابن سعاد القرعة

وصل آدم ووقف أمامهم وهو يغلي من الغضب وعلى وشك أن يمسك بذلك الطفل ويخنقه ، بينما مهرة فانتفضت واقفة بفزع وانزلت الصغير وهي تهتف بفزع :

_ بسم الله حد يخض حد كدا ياعم أنت

انتبهت لهيئته الفخمة وملامح وجهه الوسيمة وعيناه الخضراء وملابسه التي تعكس طبيعة حياته ، ابتسمت ببلاهة ثم نظرت الصغير وهتفت بنظرات زائغة :

_ مين ده ؟!

أجابها بقرف وضيق :

_ صاحب التلفون

اتسعت عيناها والقت نظرة على آدم الذي كان يقف ويحدقهم بنظرات نارية ثم عادت بنظرها للصغير وضربته بخفة على رقبته بغيظ :

_ وأنت من امتى بتسرق الناس الحلوة دي !

خرج صوت آدم الخشن والمنفعل وهو يجذب هاتفه من يد الصغير :

_ اه ده انتوا عصابة بقى .. طيب أنا هعرفكم إزاي تسرقوا كويس بعد كدا

ضغط على شاشة هاتفه يجري اتصال بالشرطة وقبل أن يضغط على زر اتصال .. هتفت مهرة مسرعة بابتسامة بسيطة :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن