(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الخامس والخمسون _
طالت نظراتهم المذهولة للطبيب بعد جملته التي تفوه بها !!!
تمتم الطبيب بوجه عابس :
_ الحمدلله العملية نجحت بس هو حالته خطرة ومش مستقرة يعني هيفضل تحت العناية المركزة لغاية ما الحالة تستقر .. ادعوله
انهى عباراته وألقى نظرة على عدنان يهتف في جدية :
_ ممكن لحظة يا أستاذ عدنان
سار عدنان خلفه كالمتغيبًا من فرط الحزن والألم .. وقف بجوار الطبيب بعد مسافة بعيدة عن مسامعهم ليهتف الطبيب في بعض اليأس والأسف :
_ في البداية دماغه مكنتش بتدي أي إشارة وكنا شاكين إنها حالة موت دماغ بس الحمدلله على آخر لحظة أدت استجابة .. بس للأسف الحالة مش مطمنة خالص ومش مستقرة
اتسعت عيناه بذهول وهتف بوجه مزعور :
_ يعني إيه .. هي مش المفروض العملية نجحت يادكتور !
_ نجحت بس أنا ببلغك بحالته .. لقدر الله لو حصل أي حاجة تكونوا مستعدين وعلى علم بحالته الصحية من البداية .. كل اللي هو محتاجه منكم دلوقتي الدعاء
وقعت أثر الكلمات عليه كالخنجر المسموم في أعمق يساره .. فبقى يحدق بالطبيب بسكون مريب وكأنه بعالم آخر .. تلك الاحتمالية حول فقدان أخيه لا يمكن لعقله استيعابها ويشعر بأن أنفاسه تضيق عليه وتخنقه .
رتب الطبيب على كتفه بحزن ثم ابتعد وغادر .. أسرعت إليه جلنار فور رحيل الطبيب لتقف بجانبه وتمسك بيده هاتفة في قلق :
_ قالك إيه الدكتور ياعدنان ؟!
التفت لها يرمقها بنظرات تائهة ثم انتقلت عيناه إلى أمه الجالسة على المقعد وغارقة في نجيبها وبكائها وعلى الجانب الآخر تلك المسكينة المنزوية بمفردها وتبكي بصمت وحرقة .. هو أيضًا يحتاج لبعض الوقت من العزلة حتى يتمكن من استعادة رباطة جأشه ويقف بصمود من جديد .
سحب كف يده من قبضتها ببطء دون أن يجيب واستدار وسار مبتعدًا عنها حتى اختفى داخل المصعد الكهربائي وغادر !!! ........
***
عيناها عالقة على مياه البحر أمامها وهي تجلس فوق أريكتها المخصصة بمكانها المفضل ويديها تعبث بالهاتف في قلق حتى أجرت اتصال أخيرًا ووضعت الهاتف فوق أذنها تنتظر الرد ....
أجابت ميرڤت بصوت خافت :
_ الو يازينة
تمتمت بحزن وقلق حقيقي :
_ آدم بقى كويس ياماما ؟
ميرڤت بصوت يغلبه البكاء :
_ طلع من العمليات بس لسا حالته مش مستقرة انا قاعدة مع خالتك بحاول اهديها شوية
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...