_ الفصل السابع والستون _

8.4K 419 14
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل السابع والستون _

تجمدت بأرضها وكأن دلو من المياه المثلجة سكب فوقها .. كلماته الأخيرة التي اخترقت أذنيها حول حقيقة زيارته الغامضة لزوجته السابقة جعلتها غارقة في مشاعرها ما بين الصدمة والندم والحزن .

هل تحولت الآن من المظلوم إلى الظالم .. أصبحت هي المخطئة وهي المتسببة بتدمير علاقتهم فقط لأجل اوهامها السخيفة التي اتضح أنها ليست لها معنى من الأساس .. لم تستمع له ولم تصدقه حين اقسم أنه يعشقها هي ولم يعد لتلك الخائنة مكانًا بقلبه .. رفضت جميع توسلاته ومحاولاته لإرضائها وتراجُعها عن قرار الطلاق .

كان هو القاسي ببداية الحكاية وفي نهايتها تجسدت هي دوره !!! .

انتفضت فزعًا على أثر صوت ابنتها ثم التفتت لها وطالعتها مطولًا بتفكير قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا بأسى وتستدير متجهة للدرج مسرعة .. فلا تمتلك الشجاعة الكافية الآن للنظر بعينيه الثاقبة والتحدث معه حتى لو بكلمة واحدة تعبر عن أسفها ! .

أما في الداخل فاستقام عدنان واقفًا وهو يستشيط غضبًا بعدما سمع بالبداية جملة ابنته وبعدها سمع صوت خطواتها الراكضة للأعلى .. تطلع لنشأت وقال بصوت رجولي غليظ بعدما وجده يهم بالقيام ينوي الذهاب لابنته :

_ أنا هطلع اتكلم معاها يانشأت لو سمحت

لم يتمكن من معارضته بعد الحقائق التي كشفها للتو وجعلته هو أيضًا يعجز عن منعه أو الوقوف سدًا بينهم .. بالأخص بعدما أدرك أن ابنته هي المخطئة ! .

عاد لجلسته مرة أخرى على مقعده وهو يتنهد الصعداء بحزن وعدم حيلة ثم تابع ذلك الغاضب وهو يندفع للخارج يقود خطواته السريعة إليها بالأعلى .

***

هبت واقفة بفزع بسيط حين وجدت باب غرفتها ينفتح بقوة ويدخل هو ثم يغلقه خلفه .. ظلت تتطلع إليه بعينان ممتلئة بالأسف والحزن أما هو فراح يقترب منها بتريث وسط نظراته الغاضبة ليقف أمامها مباشرة ويحدق ببندقيتها مباشرة في قوة ليجدها تخفض نظرها أرضًا ! .

لاحت ابتسامة على ثغره تظهر خنقه الملحوظ ليهتف بشيء من الاستنكار :

_ إيه مش هتقولي حاجة بعد اللي سمعتيه !!

لأول مرة منذ زواجهم تعجز عن رفع عيناها بخاصته ومواجهته ولسانها يفقد القدرة على الرد بسبب انعدام الكلمات المناسبة لديها ! .

اشتعل لهيب غضبه أكثر عندما لم يحصل على رد منها .. فهو بتلك اللحظة لم يكن يرغب بشيء منها سوى باعتذار بسيط أو مجرد نظرة تظهر بها ندمها .. لو كانت فعلتها كانت ستتمكن بكل سهولة من إطفاء تلك النيران المشتعلة في صدره وستمتص غضبه وتحوله لحنو وفرحة .. لكنها لم تفعل !!! .

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن