(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع والعشرون _كان تمامًا كبركان وحممه البركانية تفوح على سطحه ولا يتبقى سوى لحظات على الانفجار ليقضي على الأخضر واليابس ، وجهه يعطي لون الأحمر الداكن من فرط احتقان الدماء والغضب وهو يتطلع لها كأسد وجد فريسته التي يبحث عنها وسيتفنن في طريقة تعذبيها قبل أن يقتلها .
ازدردت ريقها برعب اعتلى كل معالمها وتراجعت للخلف في تلقائية ، بينما هو فتقدم نحوها ورفع يده ثم هوى به على وجنته في صفعة قوية اسقطتها أرضًا وهي تصرخ من الخوف والدهشة .. اندفع إليها كالثور الهائج وقبض على شعرها يجذبها من خصلاتها بدون رحمة صارخًا :
_ بتخونيني أنا يافريدة !!
ارتفع صوت نحيبها وبدأت ترتجف من الرعب وهي تهتف متوسلة :
_ سامحني يا عدنان ابوس ايدك
وجدت صفعة أخرى تنزل على وجنتها من كفه الكبير وكانت أشد وأقسى من السابقة جعلتها تصرخ من الألم وهي تبكي ، خرجت صيحة منه نفضتها في أرضها نفضًا :
_ هو فين ال******
استمرت في البكاء القوى دون أن تجيب عليه فعاد يصرخ بصوته الجهوري :
_ انطقي فينه ؟
ردت عليه بصوت مرتجف وجسدها يرتجف معه :
_ خــ ... خر .. ج
_ اممم فاكر نفسه هيعرف يهرب مني
تقهقرت في الأرض للخلف وهي تهتف بتوسل وسط بكائها :
_ خليني اشرحلك كل حاجة عشان خاطري ياعدنان
ضحك بشكل مرعب تمامًا كشبح وتقدم إليها هادرًا بسخرية :
_ هتشرحيلي متقلقيش وبالتفصيل كمان .. بس الأول اشرحلك أنا هعمل فيكي إيه
قبض على ذراعها في عنف وبحركة مفاجأة يرغمها على الوقوف وهي تأبي فصرخ بها في صوت نفضها :
_قــــومـــي
وقفت بقدم مرتعشة وهي تبكي بصوت مرتفع فجرها هو خلفه كالحيوان وسط توسلاتها ونحيبها الشديد الغير مبالي لها .. اوصلها إلى سيارته وفتح المقعد المجاور له ثم ألقي بها في قسوة للداخل وهو يصيح بها :
_ ادخلي يلا
جلست في المقعد وهي ترتجف وتتابعه بعيناها الباكية وهي تراه يستدير حول السيارة ويستقل بالمقعد المخصص للقيادة المجاور لها وينطلق بالسيارة كالسهم .. خرج منها سؤالًا مرتجف وصوت مبحوح :
_ إنـ .. إنــ .. ـت ماخدني فين ؟
التفت لها برأسه وهتف بابتسامة ارعبتها أكثر من الجملة التي تفوه بها :
_ على قبرك
همت بالتحدث مرة أخرى فصرخ بها في غضب هادر :
_ مش عايز اسمع صوتك .. بتخونيني أنا بعد كل اللي عملته عشانك وحبي ليكي .. تستغفليني أنا وتخونيني لا وكمان مع مين .. مع نادر !! .. بس أنا هخليكي تشوفي عدنان الشافعي على حقيقته بجدارتفع صوت بكائها وهي تنكمش على نفسها في المقعد بارتيعاد ، بينما هو فاستمر في القيادة وهو مشتعل من فرط الغضب ، وبعد دقائق طويلة توقفت السيارة أمام منزل كبير نسبيًا في أحد المناطق الراقية والقليلة السكان .. نزل من السيارة والتفت من الجهة الأخرى وفتح الباب ثم أمسك بها من ذراعها وجذبها للخارج وهو يجرها خلفه لداخل المنزل .. تطلعت حولها بدهشة فلا تفهم سبب جلبه لها هنا وبذلك المنزل بالأخص .
فتح الباب ودخل هو أولًا ثم جذبها والقاها للداخل فكادت أن تسقط لولا أنها توازنت بقدمها قبل أن تقع ، اغلق هو الباب واقترب منها هامسًا بابتسامة مريبة وعينان تنبع بالغل :
_ متخافيش مش هقتلك .. بس قصاد كدا هخليكي تتمنى الموت يافريدة
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...