(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل السادس والستون _
عدنان منفعلًا وبنبرة صوت عالية :
_ وأنا رديتك لعصمتي ياجلنار
سكنت ملامحها الثائرة بلحظة وراحت عيناها تحدقه بذهول فاغرة شفتيها .. لوهلة ظنت أن تلك الجملة التي سمعتها منه نابعة من أوهامها وأنه لم ينطقها أساسًا .. لكن نظراته الثاقبة التي تؤكد لها ملكيته عليها وكأنها يخبرها من خلال تلك النظرات " أنها له ولن يسمح لها بالانفصال عنه .. خدعها بأنه تقَّبل الهزيمة وتخلى عنها لكن لم يفعل ولن يفعل ! .. ستظل الزهرة الحمراء ملكًا لحارسها وعُقابها .. تلك النهاية السخيفة التي رسمتها بمخليتها ستظل حبيسة هناك ولن تخرج للضوء ! "
رغم أن هناك جانب عميق بقلبها تراقص فرحًا من السعادة أنها لن تفارق حبيبها .. إلا أن ذلك الجزء الغاضب نجح كالعادة في السيطرة عليها حيث قالت بصدمة ممتزجة بسخطها :
_ رديتني ازاي !! .. احنا اتفقنا على الانفصال وإنت وافقت بترجع في كلمتك ليه !
عدنان بنظرات قوية :
_اولًا مسمهاش رجعت في كلمتي .. اسمها غيرت رأي وبقيت رافض الانفصال !
جلنار بثبات يليق بها وغيظ :
_ وأنت مش هتجبرني أكمل معاك .. وبعدين ازاي تردني من غير ما تاخد رأي وكمان غصب عني
نجحت في أشعال نيران غيظه فقال بنبرة مرتفعة ومستاءة :
_ إنتي مراتي ومن حقي اردك لعصمتي طول فترة العدة سواء برضاكي أو غصب عنك
صاحت به منفعلة بعد جملته الأخيرة :
_ احنا متفقين ياعدنان مينفعش دلوقتي ترجع في كلامك بعد ما اتطلقنا وتردني
هدأت عاصفته وتبدلت بأخرى ثلجية حيث أجابها بكل برود :
_ احنا متفقناش على حاجة .. إنتي اللي كنتي عايزة الطلاق وأنا كنت رافض ووافقت شبه مجبور في الآخر بسبب كلامك واللي عملتيه
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وقالت مغتاظة :
_ وايه اللي اتغير دلوقتي بقى !
ابتسم بسخرية ومرارة ثم حدقها بثبات وتمتم :
_ مفيش حاجة اتغيرت ياجلنار .. أنا متخلتش عنك من البداية على عكسك تمامًا .. وكان لازم نرجع لو مش عشانا فعشان هنا وابني اللي جاي ، أنا مش هسمح إن ولادي يطلعوا عندهم مشاكل نفسية أو بيعانوا من مشاكل انفصال بباهم ومامتهم اللي هي بتعمل كل ده بس لمجرد العناد وخلاص
جلنار صائحة بغضب :
_ أنا بعمل كدا لمجرد العند وبس !!!
انتفضت فزعًا على أثر صوته الجهوري وهو يصرخ بها بشكل مخيف :
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...