(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الرابع والأربعون _
( الجزء الأول من الفصل )طالت النظرات المتبادلة بينهم بعد جملتها الأخيرة .. ولحظات مرت كالساعات وهو يتأملها مبتسمًا .. عيناه بها نظرة وديعة وساحرة جعلتها تمعن النظر به في حيرة وفضول لسماع رده .. حتى سمعته يهمس بغرام :
_ بعد كل ده ومش واثق فيكي يا جلنار !! .. معقول كل اللي بعمله عشانك ده واكون معنديش ثقة فيكي !
خرج صوتها خافت وبنظرة ثاقبة :
_ امال اللي إنت بتعمله مع حاتم ده اسمه إيه رغم إنه اتجوز خلاص !!
ابتسم باتساع في عدم حيلة ثم دنى بوجهه عليها وأكمل همسه غامزًا بعينان امتزجت بها مشاعر العشق بالحزم :
_ غيرة .. اعتقد من حقي اغير على رمانتي ومراتي .. باختصار مش عايز حاتم يكون قريب منك ولا تكون بينكم أي صلة .. أنا بتجنن كل ما اتخيل نظراته ليكي ولا تفكيره فيكي كان ازاي لما كنتي في أمريكيااعترافه لأول مرة بغيرته عليها كان له أثر مختلف .. لم تشهد غيرته للوهلة الأولى ولكنها تسمع الأعتراف الأول منه الآن .. حجبت ابتسامتها بصعوبة وتابعت تجيب عليه بحزم أقل من السابق :
_ ده كان في الماضي ياعدنان .. أنا متأكدة إن حاتم دلوقتي بيحب نادين جدًا ونسي كل حاجة .. لأنه مستحيل يظلمها ويتجوزها وهو مش بيحبهاتنهد الصعداء بخنق ملحوظ وهتف :
_ إنتي عايزة إيه دلوقتي ياجلنار !
اقتربت منه أكثر وأصبحت شبه ملتصقة به تتطلع في عيناه بثبات وتقول بثقة :
_ عايزاك توافق على المشروع وتنهوا الخلاف اللي بينكم ده لأنه ملوش لزوم
رمقها بحدة وقال برفض قاطع :
_ قولتلك لا مش هيحصل
جلنار بنظرات قوية وبهدوء يحمل لمسة غريبة :
_ لو بتحبني بجد هتعمل كدا عشاني
هتف بغضب حقيقي بدأ يظهر فوق معالمه :
_ وسبب رفضي هو حبي ليكي بلاش تعقدي الأمور يا جلنار
جلنار بعناد وأصرار :
_ إنت اللي بتعقدها .. أنا بحاول أحلها وابسطها .. لإني مش حابة يكون في خلافات وعداوة بينكم بالشكل ده .. إنت جوزي وهو صديق طفولتي .. وفي وسط خلافاتكم دي بكون أنا اللي في النص بينكم ومش عارفة اتصرف
عدنان بعصبية ونظرات مشتعلة :
_ انسي يا جلنار ومتفتحيش معايا الموضوع ده تاني ولا تجيبي سيرة حاتم قدامي كمانانهي عبارته وابتعد عنها ليسير خارج الغرفة ويغادر تمامًا فبقت هي بأرضها عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وتحدق بأثره في خنق ونفاذ صبر !! ...
***
داخل منزل حاتم الرفاعي ........
يقف بالمطبخ ممسكًا بيده كوب طويل ممتلئ بالمياه ويستند بنصف جسده على المطبخ خلفه محدقًا أمامه بصمت غريب .. نظراته مظلمة وملامحه مريبة .. منذ شجاره بالأمس معها وهو لا يتوقف عن التفكير .. يشتعل غيظًا وغضبًا كلما يتذكر كلماتها وأنها اختارت أن تفضل ذلك المشروع عنه ! .. وفوق كل هذا تتهمه بخيانتها وعدم حبه لها !!! .كانت نادين بطريقها للمطبخ لكي تقوم بتحضير فنجان القهوة الصباحي الخاص بها .. ووقفت لثانيتين بالضبط التقت فيها أعينهم معًا حين دخلت ورأته لكن سرعان ما تجاهلت وجوده تمامًا كأنها لا تراه واقتربت لتبدأ في تحضير قهوتها دون أن تلقي نظرة واحدة عليه ! .. معالمها اللطيفة كانت تعتليها الانزعاج الملحوظ والمماثل له وهو يتابعها بنظراته الملتهبة .. تتجاهله عمدًا ولا تلقي بنظرها عليه حتى !! .. مما جعله يشتعل من الغيظ أكثر ويضغط على كوب المياه الذي بيده لإ إراديًا في عنف كاد أن يهشمه بين يديه .
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...