(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثامن والخمسون _
وقف بالمنتصف عند مقدمة الدرج وصاح بصوته الجهوري والذي جلل بأركان القصر بأكمله :
_ مـــــامـــــا .. يا أســمــهــان هــانــم !!!!!!
بالأعلى انتفضت أسمهان فور سماعها صيحة ابنها المرعبة .. وهبت واقفة من فراشها مهرولة لتغادر غرفتها ومنها للدرج تنزل درجاته مسرعة وهي مزعورة .. وعند وصولها عند بداية الدرج من الأعلى توقفت للحظة تتطلع بقسمات وجهه النارية وتسأله بفزع :
_ في إيه ياعدنان ؟!
لم يجيبها واكتفى بنظرته المخزية والملتهبة فقط .. كان تمامًا كالوحش الثائر الذي ينتظر اقتراب فريسته منه ليلتهمها .
تعرفه جيدًا لا يكون بهذه الحالة المرعبة إلا عندما تحدث كارثة ! .. ولا يمكنها إنكار أنها خشيت ابنها في تلك اللحظة وانقبض قلبها رعبًا من أن يكون ما تخشاه قد حدث وعلم بكل شيء ! .
نزلت بقية درجات السلم ببطء حتى انتهت منه ووقفت أمامه مباشرة بثبات مزيف تسأله بحنو وتوتر :
_ في إيه ياحبيبي مالك متعصب كدا ليه ؟!
طالت سكونه المريب .. الذي تمامًا شبهته بهدوء ما قبل العاصفة .. لكنه تحدث بصوت متحشرج ونظرة مميتة يسألها مستنكرًا :
_ إزاي عملتي كدا فيه ؟!
اضطربت وردت بخوف :
_ مين ده ؟
عدنان بنفس النبرة السابقة :
_ جوزك وأبو ولادك يا أسمهان هانم
اتسعت عيناها دهشة ولوهلة شعرت بأن جسدها كله يرتجف رعبًا ثم أجابت عليه متلعثمة تنكر خطأها :
_ أنا معملتش حاجة .. لا يمكن أعمل حاجة في أبوكم !
أثارته جنونه وهيجت عاصفته حيث صرخ بها بصوت نفضها بأرضها :
_ بابا مات بسببك .. كنتي عارفة إن الصفقة دي كانت أهم حاجة عنده في شغله وتعب سنين عشان يوصلها وينفذها ورغم كدا خونتيه وبعتيه .. واللي حصل بعد كدا إيه .. من كتر زعله تعب وجاتله جلطة ومات .. هااا لسا برضوا بتقولي معملتيش حاجة
تعرقت بشدة وغامت عيناها بالعبارات لتهتف وهي تهز رأسها بالنفي رافضة الاعتراف :
_ لا لا لا أنا معملتش كدا .. ده كدب والله ياعدنان متصدقش الكلام ده يابني .. أنا مستحيل أذي أبوك
عدنان بنظرة كلها خزي هتف بغضب :
_ نفسي اصدقك بس مش قادر .. رصيدك خلص يا أسمهان هانم خلاص
تشبثت بقميصه تهتف متوسلة وسط بكائها العنيف :
_ لا ياعدنان متقولش كدا .. إنت وأخوك اغلى حاجة عندي عشان خاطري متصدقش الكلام الفارغ ده يابني .. أنا لا يمكن أعمل كدا !
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...