_ الفصل الثامن والأربعون _

8.8K 413 12
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثامن والأربعون _

بصباح اليوم التالي داخل مكتبة ضخمة للكتب ..دخلت برفقته ووفقت تتفحصها بنظرها في دهشة من جمالها وضخامتها حتى انتشلها صوته الوديع مبتسمًا :
_ عجبتك ؟
التفتت برأسها إليه وقالت بذهول :
_ جميلة أوي يا رأفت .. إنت متأكد إن هو ده مكان الشغل اللي قولتلي عليه !
_ أكيد طبعًا .. والأهم إن المكان عجبك
اجابت مهرة بامتنان وعذوبة :
_ طبعًا عجبني .. متشكرة جدًا يا رأفت على مساعدتك دي .. طول عمرك جدع
غمز بمشاكسة وقال :
_ متشكرنيش .. اشكري سهيلة بما إنها هي اللي اتصلت بيا وقالتلي إنك بتدوري على شغل
أماءت برأسها ضامة شفتيها بغيظ بسيط وتهتف :
_ سهيلة !! .. برضوا عملت اللي في دماغها مع إني نبهت عليها

رأفت باستغراب :
_ نبهتي عليها متكلمنيش !

هدرت بإيجاب ولطف :
_ هي اقترحت عليا اكلمك وأسألك بس أنا رفضت يعني مكنتش عايزة اتعبك معايا وكنت محرجة الصراحة بعد آخر موقف حصل في الكلية لكن هي عملت اللي في دماغها وكلمتك برضوا
_ يااااه يامهرة إنتي لسا فاكرة الكلية ده أنا نسيت من زمان .. ده موضوع خلص خلاص وملوش لزمة بالنسبالي

_ الحمدلله أنا كنت خايفة تكون لسا مضايق مني
ابتسم لها بنظرات عميقة كإجابة على جملتها فبادلته هي الابتسامة لكن بأخرى صافية ونقية وهتفت بتلقائية :
_ طيب مش هتديني رقم صاحب المكتبة عشان أكلمه واتفق معاه امتى ابدأ في الشغل
وضع قبضتيه في جيبي بنطاله واتسعت ابتسامته مجيبًا بعبث :
_ براحتك تقدري تبدأي في أي وقت تحبيه
غضنت حاجبيها بحيرة وقالت :
_ يابني ما صاحب المكان هو اللي هيحدد الكلام ده مش أنا

انطلقت شبه ضحكة خافتة منه ثم أكمل بمداعبة يؤكد جملته السابقة بطريقة مختلفة :
_ وصاحب المكان بيقولك براحتك
مازالت لم تفهم تلمحياته حتى الآن فتابعت ببلاهة اضحكته :
_ هو إنت لحقت تسأله !!!
رأفت بنظرات دافئة وسط ضحكته العذبة :
_ مهرة أنا صاحب المكان استوعبتي ولا لسا !
رمشت بجفنيها عدة مرات متتالية في دهشة واستغرقت لحظات حتى اردفت بعدم تصديق شبه ضاحكة :
_ بتهزر .. احلف !!
قهقه عاليًا وقال مازحًا :
_ لا مش بهزر
عادت تتجول بعيناها في المكان كله من جديد كأنها تستوعب ما قاله للتو وأنه مالك تلك المكتب كلها ثم عادت بوجهها إليه مرة أخرى وهتفت ضاحكة بمشاكسة :
_ لا طالما بتاعتك يبقى براحتي فعلًا
_ لا والله
نكزته في كتفه ضاحكة وقالت :
_ خلاص متقفش علينا كدا .. هااا اقدر ابدأ من امتى بقى يا استاذ رأفت ؟
_ من النهارده ! 
مهرة بصدمة :
_ ايه ده انت بتتكلم جد ! .. هو آخر كلام بكرا وخير الأمور الوسط

سمعت صوت ضحكته العالية بعد جملتها وطالت نظرته الغريبة إليها قبل أن يشير لها أن تلحق به حتى يريها المكان بأكمله ويعلمها كل شيء وكيف ستتصرف !

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن