_ الفصل السادس والثلاثون _

9.4K 448 12
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل السادس والثلاثون _

هبط كف يدها المعلق بالهواء تدريجيًا وقد اعتلت معالمها قسمات القلق بعدما سمعت صيحة ابنها .. بينما جلنار فكانت تقف صامدة تنقل نظرها تارة بين عدنان الذي أظلمت عيناه وتارة لأسمهان التي باتت مضطربة قليلًا وببطء استدارت بجسدها كاملًا للخلف تجاه ابنها .. لتقابل احتدام نظراته التي تخترقها كالسهم المشتعل .. لا تنكر أن شعور الخوف أجتاحها للحظة من معالمه القاسية .
هتف عدنان بغلظة صوته الرجولي المحمل بلمسة الغضب :
_ إيه اللي بيحصل ده !!!
عقدت جلنار ذراعيها أمام صدرها وشبه ابتسامة متشفية ارتفعت لثغرها .. تحدق بأسمهان منتظرة سماع تبرريتها لمحاولتها لصفعها .

وهل امرأة متجبرة مثل أسمهان سيصعب عليها أن تخترع الحجج لتبرر فعلتها .. فهذا أبسط ما يمكنها فعله حتى ! ، حيث أجابت على ابنها بغضب :
_ الهانم مراتك بتغلط فيا وكمان مش عايزاني ادخل بيت ابني .. بقى على آخر الزمن بنت ريهام الـ.......
بترت جملتها بمنتصفها عندما اسكتتها صيحته العنيفة والغاضبة :
_ مــامــا .. متنسيش إن جلنار مراتي واللي حصل ده مسمحش بيه أبدًا مهما كان 
تقدمت جلنار خطوة منها وهمست بنظرات نارية :
_ كملي مالها ريهام !
سمعت صوت عدنان المخيف يهدر باسمها في لهجة تحذير :
_ جلنار !
التزمت الصمت مجبرة واشاحت برأسها للجانب بعيدًا عنهم تمامًا متأففة في غل وغيظ دفين من تلك الشيطانة المتجسدة بهيئة بشر !! .
ثم هتف عدنان بغلظة وحدة موجهًا حديثه لأمه :
_ تعالي ورايا
ثم اندفع للداخل في خطوات تضرب بالأرض في قوة واكتفت أسمهان بأن تلقى نظرة مشتعلة على جلنار قبل أن تتحرك وتسير خلفه للداخل .

                                   ***
دخلت غرفة مكتبه الخاصة خلفه وأغلقت الباب وباللحظة التالية كانت تواجه اعصاره المدمرة حيث صاح منفعلًا :
_ وأخرة تصرفاتك دي إيه يا أسمهان هانم !!!
تقدمت منه دون خوف وهتفت بقسوة وثبات :
_ اخرتها تسمع كلامي وتطلقها .. عشان بنت الرازي لا يمكن تكون الزوجة المناسبة ليك
رفع كفيه يمسح على شعره نزولًا إلى وجهه مطلقًا زفيرًا ساخنًا كالنيران الملتهبة ويندفع نحو أمه كالثور الهائج يهتف بعصبية :
_ جلنار مراتي وهتفضل مراتي .. أنا عمري ما اخدت أوامر من حد حتى لو كان إنتي يا أسمهان هانم .. فبلاش تصرفاتك دي اللي بتصغرك مش بتعليكي أبدًا .. وتقبّلي جلنار عشان اللي إنتي عايزاه لا يمكن يحصل

صاحت به في انفعال هادر وضحكة ساخرة :
_ أنا كنت عارفة إن ده اللي هيحصل في النهاية .. بس مكنتش متوقعة إنك بتحبها للدرجة اللي تخليك تقف قصاد أمك عشانها

هدر عدنان  :
_ افعالك هي اللي بتخليني اقف قصادك .. وعشان أنا بحبها زي ما قولتي أكيد مش هسمح إني اشوفك بتهنيها وأسكت .. مع إني قولتلك قبل كدا إن احترامك ليها بنسبالي تقدير واحترام ليا أنا

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن