_الفصل التاسع والأربعون _

8.8K 431 9
                                    

(( امرأة العُقاب ))
_الفصل التاسع والأربعون _

_ جميلة !
ضيق عيناه باستغراب من نطقها لاسم جميلة بشكل مفاجيء وبطريقة غريبة هكذا لتتابع هي بغضب :
_ جميلة هي الي حاولت تقتلتني ياعدنان !
استحوذ عليه الذهول لبرهة من الوقت قبل أن يجيبها بصوت غليظ :
_ جميلة هي اللي خبطتك ؟
ردت جلنار بثبات :
_ أيوة مفيش غيرها في الشركة ليه مصلحة إنه يأذيني

تبدلت ملامحه من الدهشة لتصبح أكثر شراسة وغضبًا وبقى يتطلع لها في صمت ونظرات ملتهبة لم يكن يوجهها لها تحديدًا بل بدا وكأنه يفكر بشيء لم تفهمه جيدًا إلا عندما مسح على وجهه بعنف وسألها ببحة رجولية مريبة :
_ عرفتي إزاي ؟!
ثواني معدودة مرت وهي ترمقه بصمت كأنها تحاول اختراق عقله ومعرفة ما يفكر به لكنها بالأخير تنهدت الصعداء وسردت له كل شيء حدث معها بداية من دخولها چراچ السيارات حتى آخر شيء رأته قبل أن تغمض عيناها وتغيب عن الواقع ! .
بدأ لها ساكنًا وهادئًا بشكل مريب بخلاف ملامحه المخيفة ونظراته المظلمة .. وفجأة ابتسم ببعض الثقة والسخط :
_ أنا كنت شاكك فيها من البداية بس كنت منتظر أي إشارة تأكدلي شكوكي

تلك النظرات اشعرتها بالقلق قليلًا وخصوصًا أنها لا تتمكن من فهم نوياه فسألته بترقب وجدية :
_ هتعمل إيه ؟!
عدنان بهدوء وبساطة مريبة :
_ مش هعملها حاجة حاليًا .. هتأكد الأول تمامًا إنها ورا اللي حصل وبعدين هتصرف .. عشان لو طلعت بجد هي اللي عملت كدا هتبقى جنت على روحها

انهى عباراته واستدار يهم بالانصراف لولا أنها قبضت على رسغه توقفه وتتطلعه بنظرة راجية وقلقة وسط همستها الرقيق باسمه :
_ عدنان !
سكن أمام نظراته وهمستها للحظة وقد لانت حدة قسماته وتلاشي الظلام عن عينيه .. ثم انزل نظره لكفها المقبض على ذراعه وابعده بحنو ليحتضنه بين كفيه ويتقدم خطوة منها جعلته أمامها مباشرة لا يفصله عنه شيء ومال عليه يهمس أمام وجهها بنظرة ثاقبة تعلمها جيدًا ونبرة مغلفة بالبأس والآمان :
_ لسا متخلقش اللي يأذي حرم عدنان الشافعي .. أنا معنديش اغلي منك إنتي وبنتي واللي يحاول يأذيكم همحيه من على وش الأرض أي كان هو مين

لم تسبق ورأته بهذه الحالة أو يتحدث هكذا من قبل .. مما جعلها تتجمد مكانها وهي تحدقه بعدم استيعاب ودهشة قبل أن تسمعه يكمل بجدية وصوت لين :
_ أنا وهمشي عشان اتأخرت .. ومتجيش النهارده الشركة خليكي في البيت معلش
سكن وكأنه ينتظر منها الرد فهزت رأسها بالموافقة دون أن تتفوه بأي كلمة بينما هو فانحنى عليها أكثر ولثم وجنتها بحب  هامسًا :
_ خلي بالك من نفسك ولو عوزتي حاجة اتصلي بيا

أماءت له مرة أخرى بشكل لا إرادي من فرط دهشتها واستقرت نظراتها عليها وهو يغادر بعد أن ودعها بابتسامة ونظرة دافئة ! ....

                                     ***
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبًا ......
توقف السائق بالسيارة أمام منزل نشأت الرازي ففتحت جلنار باب مقعدها بسرعة وقالت بإيجاز سريع قبل أن تنزل :
_ امشي إنت ؟
أجاب السائق الخاص برسمية :
_ هستنى حضرتك هنا يا هانم .. الباشا منبه إني مسبكيش وحدك
جلنار بعصبية :
_ سمعت أنا قولت إيه ولا اكرر تاني

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن