(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثالث والسبعون _
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان يشعر بالخوف منه قليلًا .. لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة :
_ممكن تخليني اتجوز هنا بنتك ؟!
اتسعت عيني جلنار بدهشة من عبارته لكن سرعان ما داهمها شعور بالضحك فور تخيله لرد زوجها كيف سيكون .. فراحت تكتم على فمها بيدها تمنع انطلاق صوت ضحكتها ، بينما عدنان فظلت نظراته الثاقبة مستقرة فوق ذلك الجسد الصغير الواقف أمامه ، والغيظ يتأجج في صدره .. فنقل نظره إلى ابنته التي تتابع بعيناها ما يحدث بسكون وفي عيناها تظهر ابتسامة اشعلت نيران أبيها أكثر .
تطلع عدنان للطفل ورد عليه بامتعاض وغيظ مكتوم وهو يربت على كتفه في لطف :
_ بنت مين ؟! أنا معنديش بنات للجواز .. يلا ياحبيبي روح العب بعيد عند أبوك
تبددت حماسة الطفل وظهر العبوس على محياه بوضوع وهو يتجول بنظره بينهم جميعًا بالأخص هنا ، التي زمت شفتيها بضيق بدورها ! .
لحظات وفور رحيل الطفل ، عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وهتفت محدثة أبيها معاتبة وهي حزينة لأنه ضايق صديقها وجعله يعود لوالده حزينًا :
_ بابي !
ضيق عيناه بذهول من رد ابنته وفورًا هتف بحدة وانزعاج ملحوظ :
_ بت اكتمي بلا بابي بلا قرف .. كمان لسا مطلعتيش من البيضة وجايبالي العرسان وراكي في ديلك
عبست أكثر بعد تعنيف أبيها لها ونقلت نظرها لأمها التي غمزت لها بحب وهو تضحك فارغمتها على الابتسام رغمًا عنها .. لكن سرعان ما أخفت جلنار ابتسامتها حين رأته يرمقها شزرًا ! .
***
داخل منزل هشام الرفاعي .....
كانت زينة كامنة بغرفته الخاصة بالعمل .. تجلس فوق الأريكة وبيدها تمسك بكوب من القهوة الساخنة ترتشف منه بحذر حتى لا يحترق فمها وعيناها عالقة على صورة زواجهم المعلقة على الحائط أمامها .
لم يمر فقط سوى يومين على زواجهم ويمكنها الاعتراف أنهم حتى الآن أجمل أيام حياتها ، تذوقت نكهة العشق الحقيقية بين يديه وهو يغدقها بمشاعره طوال اليومين الماضيين ، بداية من لطفه وحنوه معها نهاية بأبسط الكلمات الدافئة التي يمطر مسامعها بها ، باتت لا تطيق تخيل حياتها لو لم يكن فيها .
" هو كان كقوس قزح زين سمائها الصافية بالصباح بعد أن كانت ملبدة بالغيوم طوال ليل حالك وعاصف بالأمطار والأعاصير "
لم تفق من شرودها به إلا على صوت خطواته بعدما دخل الغرفة واقترب ليجلس بجانبها على الأريكة ويهمس باسمًا في مغازلة :
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...