_ الفصل الخامس _

11.9K 478 13
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الفصل الخامس _

كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك تمسك بكوب اللبن وترتشف منه ببطء .. حتى صاحت فجأة بسعادة طفولية :

_ مامي .. خلصت اللبن

نظرت لها جلنار وشهقت بدهشة مصطنعة وهي تبتسم ثم قالت :

_ بالسرعة دي

هزت " هنا " رأسها بإيجاب بينما جلنار فانحنت عليها وطبعت قبلة عميقة على وجنتها وهتفت بحنو :

_ شطورة ياحبيبة مامي

ثم ابتعدت عنها وضيقت عيناها بذهول وهي تحدق في الجهة التي أمامها وتهمس بوجه معالمه جادة ومريبة :

_ إيه اللي هناك ده

التفتت الصغيرة فورًا برأسها للجهة التي تنظر منها أمها وبمجرد ما التفتت برأسها غارت جلنار عليها تدغدغها في جسدها الصغير بقوة فتنطلق منها ضحكات عالية وهي تحاول الفرار من أمها وتارة يمتزج ضحكها بصراخ .. حتى تركتها وهي تبادلها الضحك ، وثبت " هنا " جالسة بعد أن التقطت أنفاسها من شدة الضحك وقالت وهي تلتصق بأمها :

_ هو احنا مش هنكلم بابي تاني !!

اختفت ابتسامة جلنار وقالت بخفوت :

_ بابي أول مايفضى هيكلمنا ياحبيبتي

_ طيب احنا إمتى نرجع بيتنا ؟

اطالت النظر في أعين ابنتها الحزينة وقالت بأسى :

_ مش عارفة

أطرقت الصغيرة رأسها لأسفل بيأس ثم عادت تستكمل اسألتها :

_ بابي قاعد مع تيتا وطنط فييدة ؟

تأففت جلنار بصوت مسموع بعد سماعها لاسم فريدة من ابنتها واعتدلت في جلستها لتقول بحدة بسيطة :

_ هنا أنا قولتلك كذا مرة ياحبيبتي طنط فريدة مش بتحبنا خالص

اتسعت عيني الصغيرة وقالت بتعجب :

_ يعني طنط فييدة وحشة

مسحت جلنار على وجهها وهي تزفر بخنق ثم أجابت على ابنتها بحزم :

_ أيوة .. ويلا بينا ندخل عشان الجو برد وكدا ممكن تتعبي

استقامت " هنا" واقفة وامسكت بيد أمها وسارت معها إلى الداخل ، وهي تفكر متى سيعود والدها فلقد اشتاقت له كثيرًا .

***

تمسك بيدها كوب شاي وباليد الأخرى قطعة بسكوت تغمرها في الشاي وتخرجها لتضعها في فمها وهي تشاهد التلفاز على إحدى قنوات المسلسلات التركية المدبلجة .. زاد انتباهها وتركيزها على المشاهدة عندما جاء مشهد بين أبطال المسلسل وهم يتشجارون ، فظلت محدقة بالتلفاز وهي تلوي فمها بقرف من شخصية البطل في المسلسل .. ثم التقطت قطعة بسكوت أخرى وفعلت معها كما فعلت بالأخرى وهتفت بقرف وهي تلقيها بفمها قاصدة بطل المسلسل :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن