_ الخاتمة _ ( الجزء الثاني )

5.9K 262 4
                                    


(( امرأة العُقاب ))

_ الخاتمة _ ( الجزء الثاني )

_ أنا آسفة

هيمن عليه السكون للحظات وبقت هي تنتظر رده حتى وجدته يهتف بصوت غليظ :

_ على إيه ؟

تابعت جلنار وهي تتطلع إليه هذه المرة :

_ أنا زودتها في الاجتماع ومكنش ينفع اتصرف كدا .. وكمان كنت متعصبة ومكنتش عارفة أنا بقول إيه ، متزعلش مني أنا آسفة

بقى ساكنًا دون أن يتفوه ببنت شفة فقط يتمعنها بتدقيق وحين لم تجد منه أجابة تابعت برقة وبسمة ناعمة :

_ أنا كنت ناوية من أمبارح اتأسفلك ونتصالح بس أنت رجعت متأخر

ابتسم باستنكار وتمتم في خشونة وضيق ملحوظ :

_ امممم واضح وعشان كدا خليتي الولاد يناموا جمبك

أدركت مقصده فورًا وهتفت مسرعة محاولة تصحيح الموقف :

_ لا أنا مكنش في نيتي كدا أبدًا والله .. كنت بذاكر لهنا ويزيد كان قاعد معانا وهما تعبوا وناموا جمبي وأنا فضلت مستنياك بس النوم غلبني ونمت جمبهم من غير ما أحس

تنهد بقوة ثم هدر وهو يهم بالاستدارة :

_ طيب خلاص ياجلنار إنتي غلطتي وعرفتي غلطك واتأسفتي ، خلاص نقفل على الموضوع ده بقى

قبضت على رسغه تمنعه من الرحيل وهمست بعبوس طفولي :

_ بس أنت لسا زعلان مني !

رسم بسمة خافتة على ثغره وأجابها بلين :

_ لا مش زعلان

اقربت منه بجرأة وثبتت نظرها بعيناه ثم همست بخبث :

_ اثبلتي !

تجول بنظره على وجها وجسدها وهو يبتسم بمكر بعدما فهم تملحيها الجرئ ثم رد بذكاء وثبات وهو يغمز لها بعينه :

_ تؤ مليش مزاج

اتسعت عيناها بصدمة وتشنج وجهها بغيظ ، أما نظراتها له فكانت نارية وقابلها هو بضحكة عالية ثم استدار وغادر وتركها وهي تتوعد له ! .

***

داخل منزل هشام ......

فتح عيناه ببطء على أثر صوت ناعم وجميل يدندن بكل رقة .. تلفت حوله يبحث عنها لكنها لم تكن بالغرفة ، سكن قليلًا يستمع لصوتها مع ابتسامة عاشقة بدأت ترتفع تدريجيًا لوجهه ، اعتدل في نومته وهب واقفًا ثم غادر الغرفة بخطوات هادئة تمامًا حتى لا يشعرها بوجوده ، وجدها تجلس على الأريكة داخل غرفة عمله الخاصة وبجوارها تجلس ابنته تشاركها في الغناء برقة تشبه أمها .. وقف عند الباب خلفهم يتابعهم بصمت وهو يبتسم بحب حتى تسلسل بحذر خلفهم وانحنى على ابنته اولًا يلثم وجنتها ثم انتقل لزوجته ، ابتسمت زينة له بعاطفة وهمست :

امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن