(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثالث والخمسون _
حالة من الذهول تمكنت منه وخلقت سكونًا تامًا على الأجواء .. أذناه لا تستوعب ما سمعته للتو .. لم يكن يتوقع أبدًا أن يسمع اعترافها بموقف كهذا ! .
لم يبدي أي ردة فعل وآثر الصمت وهي بين ذراعيه لكن تدريجيًا ارتفعت البسمة السعيدة فوق ثغره .. قلبه يدق بعنف في مسكنه وروحه العبثية سكنت بسعادة غامرة .
ابتعدت عنه ببطء وتطلعت إليه بحيرة ثم همست بشبة ابتسامة :
_ عدنان !!
طالت نظراته الذائبة لها وكأنه مُسكر ثم خرج صوته الخافت يقول :
_ قولتي إيه !
ابتسمت بدلال وغمغمت :
_ إنت مسمعتش يعني أنا قولت إيه !
نفى بهز رأسه وهمس بصوت متلهف :
_ تؤتؤ .. عايز اسمع تاني
ضمت شفتيها في ابتسامة ود ورقة ثم تطلعت بعيناه في ثبات وتمتمت بمشاعر صادقة :
_ بحبك يا عدنان
رأته يبتسم ببلاهة وسعادة كطفل صغير ! .. وبعد ثلاث ثواني بالضبط وجدته يقترب منها أكثر ويميل عليها هامسًا برجاء :
_ كمان مرة
ضحكت بخفة وغنج إنوثي مثير ثم دنت هي الأخرى منه ولفت ذراعيها حول رقبته هامسة برقة ودلال جعلته ذائب كقطعة الثلج فوق النيران :
_ بــحــبـك
مال برأسه للخلف يهتف بنبرة نابعة من صميمه :
_ آااه ياني ياما
قهقهت بقوة بينما هو فعاد يتطلع بها مرة أخرى ويقول باسمًا بغرام :
_ آخر مرة
رفعت حاجبها وردت ضاحكة :
_ الله بقى !
عدنان بهيام متوسلًا :
_ عشان خاطر أبو بنتك حبيبك .. ده أنا غلبان
تنهدت مغلوبة وردت بضحكة خافتة وهي تقترب وتطبع قبلة رقيقة فوق وجنته :
_ بحبك
تمتم بابتسامة لعوب ونظرة عبثية :
_ وضيفي لغلبان كمان واحدة مسكين والدنيا جاية أوي عليه
فهمت تلمحياته الماكرة فضحكت ونكزته في كتفه هاتفة :
_ عدنان !!!
دنى منها ووزع قبلاته على وجهها كله من بين همساته العاشقة :
_ ياعيون وروح وقلب عدنان
لم تجيب واكتفت بابتسامتها الساحرة ونظراتها العاطفية .. أثارت غريزته وشوقه فمد يده للخلف لا إراديًا وأطفأ الضوء !! ....
أنت تقرأ
امرأة العُقاب .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة استشاط غيظًا وصرخ بها مغتاظًا : _ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ : _ متزعقليش فاهم ولا لا تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه...