|٢| أين أنا؟

773 115 204
                                    

أعتذر عن الأخطاء الإملائية، هيَ خفيفة وقد تكون معدومة، لم أدقق على الفصل بعد.

إستمتعوا ✨
.
.

الساعة السّابعة صباحًا _في إحدى مشافي المدينة_

في الروّاق الأبيض الطويل؛ دوَت أصوات الأطبّاء والممرّضين الخافتة ككلّ مشفى، والجميع كان في كامل نشاطه لتأدية عمله.

بينما مروان كان مُتكئ على المقاعد الخاصة بالاِنتظار وبجواره ماهر، ينتظران الطّبيب حتى يخرج ويخبرهما عن الحالة الصّحية للذي في الداخل.

هوَ كان يفكّر كم أن صحّة رامي قد سائت في الفترة الأخيرة، حتى والده لاحظ ذلك، وظلّ يراقب طعامه ولم يعجبه وضعه بتاتًا، ولولا أن مروان نزل إلى المطبخ أمس لما علِما بحالته سريعًا.

لقد مضى نصف يوم ورامي لم يستيقظ بعد بسبب ضعفه ووهنه، وقد أخبرهم الطّبيب أن عليه إعطائه بعض المنوّمات والمُغذيات حتى يحصل على القدر الكافي من الرّاحة؛ فقد لاحظ بكونه يفكّر كثيرًا وبشكل مُبالغ فيه بطريقة تجعله يفقد شهيّته وتركيزه.

وأثناء غرقه في شروده هوَ الآخر.. خرج الطّبيب من الغرفة فنظر له سريعًا بقلق حاول إخفائه، بينما ماهر -والد رامي- نهض عن الكرسي متجهًا نحوَه راغبًا بسؤاله عن حالة إبنه، فأشار له الطّبيب باللّحاق به.

دخلا إلى ممر بدا منزويًا، ومروان نهض من مكانه ليلحق بوالد صديقه، لكنه توقّف حين سمِعَ ما قاله الطّبيب بصوته الهادئ :«حالته الصحيّة سيئة، إنه مُصاب بأنيميا حادة، فقر الدم المصاب به الآن لا يتناسب مع عمره، الآن سنقوم بنقل الدم له عن طريق الإبرة ونوصل له بعض المُغذّيات ريثما يستيقظ ويستعيد عافيته»

ماهر أخفض رأسه فماذا عساه أن يقول؟ هوَ لا ينكر إهماله لرامي في بعض الأحيان بسبب عمله، رغم كونه يعلم حاجته للرّعاية، إلا أنه أصبح كبيرًا على هذا، لكنه يدرك أيضًا كم هوَ حسّاس جدًا ورقيق.

وبعيداً عن هذا.. جسد صغيره ذو بنية ضعيفة منذ أن ولد بسبب مرض والدته التي توفيّت وهوَ بسنّ الثالثة، وكونها اِكتشفت حملها به وهيَ مريضة.

بعد أن أخبره عن حالة إبنه همّ مُغادرًا ليجلس على الكرسي مجددًا، بينما على بعد مسافة منه كان مروان يسير في الممر ذهابًا وإيابًا.

يشعر ببعض التوتر وفي ذات الوقت يُطمئن نفسه، يكره أن يكون أشخاصه المُقرّبين يعانون من مرض أو سوء، لكنّه زفر الهواء من فمه ليخرج على شكل بُخار وأدخل يديه في جيوب معطفه ليدفئهما.

مضت نصف ساعة، وقتها كان يقف أمام نافذة الممر يسند مرفقيه على إطارها والرّياح الباردة تداعب وجهه وأنفه المُحمر، وعينيه كانتا ذابلتين حتى بدا كما لو أنه يوشك على النّوم.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن