|٥| لا تتحرك!!

417 70 240
                                    


|كن مستعدًا لتلقي الصدمات؛ فالحياة مفاجئات، قد تأتيك منَ البعيد أو قد تأتي من أقرب الناس إليك|

.
.

في تلكَ الغرفة ذات الإضاءة المعتمة، يجلس مؤيد على طرف إحدى الأسرّة بقميصه الأبيض وشعره البني الداكن ينظر للنائم الذي لم يستيقظ منذ يومين.

الأضمدة كانت تملأ يديه ورقبته بينما قناع التنفس على وجهه؛ ليحرك الجالس يده ويضعها على كف النائم الموصولة بالمغذّي، نظرة الحزن احتلت ملامحه ليتنهد بقلة حيلة ثم يقف متوجهًا نحوَ تلكَ النافذة الكبيرة.

نظر لتلكَ الأبنية المتطورة ذات الأشكال الغريبة الحلزونية والمتعرجة والتي غطتها الثلوج لتزيدها روعةً وتبدوا كعالم إفتراضي.

***

في مكان طغى عليه اللون الأبيض، كانت تلكَ الدمَويتين تنظران للخارج من خلال النافذة، بدا صاحبها مساءً؛ فمنذ ثلاثة أيام لم يخرجوه من هنا، أبعد ذراعيه عن الإطار الأبيض ثم اتجه نحو الباب الحديدي الكبير، ضرب عليه بقوة وملامح الغضب بانت عليه ليتكلم بعد أن نفذ صبره :«إفتحوا لي حالًا وأخبروني أينَ أنا! ألا تفهمون؟»

أتته ضحكة فتى ساخرة من خلف الباب مجيبًا على كلامه :«منَ الأفضل لكَ أن تبقى في الداخل وتلتزم الصمت حتى يلقي علينا السيد أمرًا بإخراجك!»

إزداد غضب رامي أكثر وضربَ على الباب بقوة آلمت يده :«عن أي سيّد تتحدث؟ هل فعلتُ شيئًا سيئًا لتجلبوني إلى هنا؟ سألتكَ أين مروان ولكنكَ لم تجبني! منذ يومين وأنتَ تخبرني أنني سأعرف في الوقت المناسب؛ فمتى سيحين هذا الوقت؟!»

كان الفتى يستمع لكلامه بملل وهوَ جالسًا على كرسي ما ويشبك يديه لصدره، قلّب عينيه بملل تام عندما سئم من كلامه ليجيب :«هل أنهيتَ كلامكَ الفارغ؟ قلتُ لكَ ستعرف في الوقت المناسب أيها العنيد!»

إستدار رامي وأسند ظهره على الباب ثم جلس واحتضن نفسه ليقول بهمس وانكسار :«أنا فقط!.. آمل أن يكون بخير»

تحولت نظراته للإنزعاج عندما تذكر أول يوم وجد نفسه به هنا.

***
أضيئت الأنوار مما جعلَ الجالس على الأرض يضع يده على عينيه بسبب قوة الضوء، أزالها قليلًا وأخذ يوَزع بصره بأرجاء الغرفة حيث استقر بها سرير واحد ووسادة وغطاء بالكاد يدفئ الشخص في هذا الجو البارد.

بقيَ يوزع بصره هنا وهناك حتى استقر على ذلكَ الفتى الأشقر ذو العسليَتين فتحولت نظراته للحيرة ثم فتح فمه ليسأله :«من أنت؟ وأين أنا؟»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن