.
.
مروان..
"لا شيء أصعب من.. رجفة الفقدان الأخير"بين الظلام الحالك يقف، داخله يشعر بالفراغ.. نعم الفراغ، لقد بحث عنه كثيرًا ولم يجده، بحث في كل مكان.. ولكن أي مكان؟ هل في الظلام الحالك هذا مكان؟ أم فقط فراغ لا نهاية له؟.
كان خائفًا.. مفجوعًا.. يحاول الوصول له بأي طريقة، يحاول إيجاده بأي وسيلة ولكنه لم يفلح، يضع يده الدامية على إحدى عينيه ووجهه من تحتها صُبغ بالأحمر كذلك، ماذا حدث؟ هل فقدها؟ أم أنه يتوهّم؟.
سار من مكانه خطوات إلى مالا نهاية، يركض هكذا في اللاشيء، والخوف أخذ مجراه لقلبه، إنه بعيدٌ عنه، بعيدٌ جدًا! يستطيع الإحساس بهذا جيدًا فإحساسه به دائمًا لا يخطئ.
خوف، رعب، قلق، حزن، ألم..
كل تلك المشاعر اجتمعت في داخله وجعلته غير قادر على التركيز، لذا ومن بين ذلك الظلام شعر بنفسه يهوي في حفرة عميقة المدى فصرخ بإسمه..
***
..:«جهاد!!!»
إندفع جالسًا من كابوسه وهوَ يتنفس باضطراب والخوف تجلّى في إحدى عينيه بينما وجهه من الجهة الأخرى مغطًا بالضمادات، حاول ضبط أنفاسه ثم نظر حوله ليجد نفسه في غرفة بدت مألوفة له، إنها الغرفة التي نام فيها مع توأمه حين نزلوا لتحت الأرض هربًا من وائل.
نقل بصره هنا وهناك بفزع حين تذكر أمره ليجده مستلقيًا على السرير الذي بجواره، تأمله لعدة لحظات ثم نزل عن فراشه ليتجه إليه.
وقف بالقرب منه.. يحدق به بصدمة وضعف، ثم جلس بجواره ووضع يده على قناع التنفس الشفّاف، بعض الأسلاك متصلة بجسده وصدره بينما المغذّي وإبرة الدم متصلتان بوريده كذلك.. وضمادات ولاصقات جروح وحروق على أنحاء مختلفة من وجهه، في الحقيقة، هوَ فقط كان بحالة يُرثى لها..
عينه الذهبية المُتبقاة ضاقت بحزن، ربما كان مجرد حلم ما مرّوا به وما يراه الآن.. ولكن.. تذكّر ذاك المشهد حين سقط جزءٌ من السقف على توأمه، ثم مد يده ورفع الغطاء ليُصعق بما رآه.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...