|٣٦| إنتظر..!

212 37 256
                                    

.
.

في الغرفة الواسعة المظلمة والتي لم يضئها سوى تلك الشاشة جلس واضعًا قدمًا على الأخرى وبيده كوب القهوة الذي لازال يرتشفه :«دراما زائدة»

نبس بها وهوَ يتطلع بالشاشة أمامه ليدير رأسه للخلف، إبتسم بسخرية ثم وضع الكوب على صحنه ليصدر رنينًا جعل أحد الظلّين في الخلف يرفع رأسه :«ها؟ ما رأيكما بالعرض؟»

هكذا يتحدث كما لو أن لا شيء يهمه، هوَ دومًا هكذا والظلّين لم يستغربا منه بل إن أحدهم نظر له بلا مبالاة ليقول وعيناه الرماديتين تلمعان إثر ضوء الشاشة :«لا يحق لكَ فعل ذلك بهم، هُم لم يذنبوا في شيء! ولا دخل لهم بما حدث بالماضي، يفترض منك أن..

لم يكمل لأن وائل قاطعه بقوله وهوَ يغمض عينيه بلا اهتمام ويلوّح يده بالهواء :«أنا أعذّبكما نفسيًا بواسطتهم، هكذا سأكون أنا المنتصر»

الظل الآخر بقيَ مخفصًا رأسه وهوَ يعض على شفته بقوة وصمت مريب لفّه جعل الآخر يحدق به ببرود شديد على معرفة سابقة بما يخطط له.

أعاد وائل بصره للشاشة ونظرة هادئة اكتست ملامحه قبل أن ترتسم على شفتيه إبتسامة جانبية وهوَ يركّز بصره على أسامة ومؤيد.

***

على الطرف الآخر كان قد استند على الجدار وأصدقائه موزّعين حوله ينظرون له بقلق، أسامة جلس بجواره وقال بينما يتفحّص الجهاز :«لن نكون قادرين على المُتابعة!»

نقل بصره لساعة يده فرآها تشير نحو الحادية عشر ليلًا، رفع رأسه ووزّع بصره عليهم ثم تكلم وهوَ ينهض :«يمكننا النوم هُنا عدة ساعات، ثم نتابع، مؤيد لن يكون قادرًا على الإكمال بهذه الحالة»

أومأوا له بصمت أما كمال فقد كان ينظر لمؤيد بقلق والذي بادله نظره هادئة بأعين متعبة يطمئنه ألا داعي لهذا فهوَ بخير، فلم يكن منه سوى أن يبتسم بخفة ثم يستلقي على الأرض يضع رأسه على الحقيبة خاصته كما فعل الجميع.

بعد أن نام البعض منهم...

وجد أسامة مفتاح ضوء للممر بعد أن سار مسافة لا بأس بها ثم أخفض الإضاءة والتفت يعود لرفاقه إلا أنه توقف شاهقًا يضغط على رأسه بكلتا يديه من الجانبين بقوة حين شعر بتيار كهربائي يعبر أعصابه.

عيناه كانتا متوسعتين بألم شديد فأخذ ينخفض للأرض تدريجيًا حتى لاصقت ركبتيه ذلك البلاط البارد، زاد من ضغطه على رأسه أكثر وظهر صوت أنينه الذي لم يستطع أحد سماعه ليهمس بخفوت :«هذا.. لا يُحتمل!»

.
.
على الطرف الآخر..

بعد أن رأى الضوء قد خفت، كان متكورًا على نفسه يلف ذراعيه حول ساقيه اللتان يضمهما لصدره يحاول بث بعض الدفء إليه، رغم ذلك.. لم يستطع واستمر شعوره الخانق بالبرد.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن