|٢٤| لم يبقى الكثير..

218 38 149
                                    

.
.
دخل أربعتهم للبِناء بعد تلك المعركة التي انتهت بالتعادل لكلا الطرفين، وبعد أن طلب هاني منهم العودة مؤكدًا لهم أن الأخوَين هُنا بلا شك، مؤيد وكمال ذهبا لغرفتهما المشتركة، أما هاني فقد فضّل البقاء في الصالة مع أسامة.

إرتمى أسامة على أول كنبة وقعت على ناظريه ثم أراح جسده قبل أن يفتح عينيه ويجد مروان أمامه بملامح قلِقة.

عقّد حاجبيه باستغراب ثم اعتدل بجلسته ليقول :«مابك؟»

..:«زين ورَيان.. لقد عادا بطريقة مخيفة!»

تفاجئ أسامة من ذلك فنقل بصره ناحية خاله الذي رفع له كتفيه بلا اهتمام مؤكدًا له أن كلامه كان صحيحًا حين أخبرهم أنهما هُنا.. ولكن كيف؟.

تنهد أسامة بقلة حيلة ثم رفع بصره ناحية مروان ليشرد به للحظات، أيذهب ويسألهما كيف جائا إلى هُنا فجأة أم لا؟ ولكن نظرة هاني نحوه جعلته ينهض من مكانه :«سأذهب وأطمئن عليهما»

تنحّى مروان يفسح له الطريق وحين تجاوزه أسامة نظر له بطرف عينه ثم تذكّر أمرًا ما قبل أن يقاطعه صوت هاني حين قال :«رامي؟»

توتر مروان قليلًا ثم أخفض نظره للأرض، هوَ لم يرى رامي منذ أن دخل لغرفته وهوَ يبكي بعد ذهابهم للمعركة، وفكرة دخوله لغرفته والإطمئنان عليه كانت شبه مستحيلة بالنسبة له.

ولم يلبث وقتًا طويلًا حتى رفع رأسه وحدّق بخاله هاني حين ابتسم على حركاته بجانبية مكملًا :«هيا، إذهب إليه»

نظر مروان بطرف عينه لزاوية الصالة وأومأ إيجابيًا ليخرج منها، أُغلِق الباب الخاص بها فأظلم الممر الواقف به ثم تنهد بتعب، هوَ متوتر من فكرة الذهاب والاعتذار من رامي على تصرّفه القاسي معه كما أنه لا يجيد ذلك ولا حتى إظهار مشاعره لذا فكّر أن يعتذر بشكل غير مباشر.

سار في الممر متجاوزًا الغُرف الأخرى ثم وقف أمام خاصة رامي ورفع يده ليطرق الباب، تراجع وعقّد حاجبيه بتوتر، ولكنه ابتلع ريقه وطرقه عدة مرات ولم يتلقى أي إجابة، أخذ نفسًا عميقًا وعزم على الدخول ففُتِحَ له تلقائيًا.

قابله ممر قصير موصول بالحمام ثم دخل ليُغلق خلفه، نظر قبالته لداخل الغرفة فنقل بصره للسرير ولم يجده هناك.

الغرفة ساكنة وباردة جدًا وقد شعر باللسعة الشتائية تلك مما جعله يحتضن نفسه، وزّع نظره بالغرفة وهوَ يتوغّل بها أكثر ثم تفاجئ حين رآه نائمًا على معدته تحت النافذة.

رمش عدة مرات وأسدل يديه لجانبيه وأخذ يخطو إليه بتوتر ملحوظ وحاجبين معقودين، جثى بجواره فلفحه الهواء البارد من النافذة فوقه لينظر لها عدة ثوينات ثم يعيد بصره ناحية رامي الذي يسند خده على الأرض وهوَ مغمض العينين :«أيُعقل؟»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن