|٤٠| الهجوم المجهول

195 38 407
                                    

.
.

بعد تلك الحادثة نزلوا عن السطح فلم يعد هناك شيء يقومون به فهم الخاسرون الآن، الصمت كان يلفهم ولم يتكلم أحد بأي حرف.

الذكريات الجميلة معه راحت تتقلب في رأسه جاعلةً إياه يشعر باضطرابات أصابته بالصُّداع، كيف أنهم فقدوه بتلك السهولة دون أي إنذار حتى، كيف أنه لم يكن يكنُّ حقدًا أو شرًّا لأحد، بل بريئًا كما عرفه منذ الصغر.. لم يتغيّر.

لم يكن له إلا أن يحمل شقيقه المُصاب على ظهره قبل أن ينزلوا الدرج، جرح كتفه يحرقه ولكنه التزم الصمت ولم يتكلم، فإصابة أخيه أصعب منه.

وهذه المرة أسامة من كان يتتبع الخريطة على الحاسوب، إن طريقها يدل على أنهم يدخلون بمتاهة أكبر، لقد لعب وائل بالمكان وغيّر كل شيء، لهذا أصبحت مشوّشة.

أغلقه ونظر إلى رامي حيث يمشي بجواره وينظر للأمام بهدوء، إستغرب أسامة من هدوءه فاقترب منه أكثر حتى يشعر أنه بجانبه.

جهاد كان قلقًا على توأمه بسبب إصابة كتفه وكلما اقترب منه ليراها يخبره أنها لا تؤلمه ولكن الكذبة بانت واضحة.. لأن ملامحه طوال الوقت تدل على الألم، وهوَ يظن أن جهاد غبي حتى لا يُلاحظ.. فتنهد الأصغر يائسًا منه، سيجبره في الوقت المناسب ليفحصها له حتى لو صفعه لن يمانع.

وفي الخلف اِختل توازن مؤيد فكاد يسقط لولا أنه اِستند على الجدار الذي بجواره مما جعل مروان يفتح عينيه قليلًا إثر ذلك، إستطاع سماع صوت تنفسه المُتعب بسبب إصابته وحمله له، حاول التكلم ولكنه لم يستطع فخرجت منه بضعة أحرُف بالكاد :«أنـ.. ـزلني»

قالها بصوت خافت جدًا ولا يعلم إن سمعه مؤيد بالأساس.. فأتته الإجابة سريعة منه :«أطبق فمك»

في نهاية كلامه عدل من حمل أخيه وعاد يسير مجددًا محاولًا عدم السقوط.

***

..:«أتعلمان؟»

قالها بعد أن وقف عن السير ذهابًا وإيابًا في مكتبه المُظلم الذي أضاءه فقط شاشة تعرض كل خطوة يقومون بها، ثم أكمل مخاطبًا ذلكما الظلين :«الآن سوف أبدأ بتفجير المدينة.. ما رأيكما؟»

لم يتلقى منهما إجابة ولكن أحدهما كان نصف وجهه السُفلي قد بان عليه ابتسامة ساخرة فهوَ يعلم جيدًا ما الذي سيحصل في النهاية بسبب الخطة التي قام بها مع من بجانبه في الخفاء.

وذلك لم يمنع وائل من الإتصال بهم والبوح بذلك الخبر غير السّار في حالتهم الحرجة هذه، حيث أن عليهم الآن الإسراع من أجل الشريحة وإزالتها قبل أن تتحطّم المدينة بأكملها.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن