|٨|فعلة الماضي

330 66 175
                                    

يبث الطمأنينة في من حوله ثم يأوي إلى مضجعه مثقلًا بالتعب.
.
.

بعد أن طلبَ مؤيد من مروان اللحاق به أدخله لغرفة ما ثم ذهبَ بعد أن أمره سيده بهذا.

كان واقفًا.. واقفًا أمام الباب ينظر بزرقتيه لتلكَ الدمويتين الذابلتين والتي كانت بدورها تبحلق به.

نظرات التفاجؤ غزت وجه الداكن بينما الآخر يبادله بواحدة مرهقة ما خلَت من العتاب، وزع الأول نظره في أرجاء تلك الحجرة ذات الأرض الشبيهة برقعة الشطرنج، كانت خالية تمامًا من أي أثاث سوى أكياس الدم الموصلة في جسد رفيقه بينما الضمادات كانت تملأ جسده وملفوفة حول رأسه وعنقه ويديه.

عض مروان على شفته وتحولت نظراته للغضب، هوَ يحمل الآن حقدًا كبيرًا تجاه وائل، لم يحقد في حياته أبدًا على أحد ولكن هذا الشخص آذى له رفيقه.

أخذ يخطوا بخطواته نحوَ رامي ولكنه اصتدم بشيء ما، وضع يده على جبينه ثم فتح عينيه ليتفاجئ بذلك الحاجز الذي لمع أمامه، رفع يده ملتمسًا إياه لينطق :«زجاج؟»

همس بها ليسمع مِن خلفه صوت خطوات أحدهم ثم التفت سريعًا لتلتقي عينيه بتلكَ الحادتين :«هل أعجبكَ المكان؟»

ضاقت عينا مروان وأجاب ببحة صوته المعتادة :«لمَ فعلتَ ذلك؟»

إقترب منه وائل بخطًى ثابتة مجيبًا باِستفزاز :«لمَ كل هذا الخوف؟ أنا لن أقتله!»

بعد ذلك أمسكَ مروان من خصل شعره الأماميه ورفع له رأسه محملقًا به :«نظراتك تشبهها! أنتَ طبق الأصل عنها!»

قال تلك الكلمات بينه وبين نفسه ثم ترك مروان ليتراجع للخلف ناظرًا لرامي الذي كان بدوره يفعل ذلك، كانت دمويتيه تحمل حقدًا دفينًا تجاهه، لو كان بكامل قواه لنهض من مكانه وحطم حاجز الزجاج على وجهه.

مروان كان يحدق بملامح رفيقه التي لم يجد لها معنى، أهيَ قهرًا أم حقدًا؟ أم ألم وحزن؟ لم يكن باِستطاعته التحديد فجمع بينها جميعًا.

إقترب وائل من الزجاج متحدثًا ببرود ما خلا من الإستنكار :«عليكَ أن تهيئ نفسكَ يا رام.. للمرحلة المقبلة»

صوته كان مسموعًا فهذا الزجاج ليس عاديًا ليحجبه، رامي لم يبدي أي ردة فعل سوى أنه أخفض رأسه وعض على شفته السفلى بقهر.

أمسكَ وائل بيد مروان الذي اقشعرّ فور ذلك ليفلتها منه بسرعة ناظرًا له بعدائية، ضحك وائل على تصرفه ذاكَ متكلمًا بينما يتجه نحو الباب :«هيا يا مروان إتبعني حتى تحافظ على حياة رفيقك!»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن