|٦| أهلًا بكَ بيننا!

436 60 225
                                    

ألاحظ كل شيء من حولي، ألاحظ أبسط الإختلافات، ألاحظ الأشياء الصغيرة المختلفة.

.
.

زرقاوتيه كانت تراقب المكان المظلم من حوله بحذر شديد جدًا بينما القلق بادٍ عليه، إبتلع ريقه بخوف ثم اِستدار للخلف؛ فتوسعت عينيه عندما وقع نظره على تلكَ الجثة الغارقة بالدماء.

***

صرخَ بصوت عالي ترامنًا مع جلوسه؛ مما جعل الذي بجانبه يمسكه من كتفيه سريعًا :«مروان تماسك! لقد كانَ كابوسًا!»

لم يجبه المعني حيث كانت أنفاسه مضطربة وعيناه متوسعتان تحدقان بالفراغ، بعد لحظات هدأ قليلًا ثم أدارَ رأسه ناحية من بجانبه، تلاقت الزقاوتين متفاوتتا الألوان؛ فجفلَ مروان بخفة ناطقًا باِندفاع وبعض الخوف :«مؤيد ما الذي حدث؟ أجبني!»

طبطب مؤيد على ظهره برفق ثم أجاب :«لا تقلق لم يحدث شيء، أنتَ كنتَ نائمًا فحسب!»

تذكر مروان أمر تلكَ الأقراط؛ فوضع يده على أذنه ولكنه لم يجدها :«لا داعي لتشغل تفكيرك! لقد أزلتها لكَ ولن يستطيع صعقكَ مرة أخرى!»

تفهم كلامه متذكرًا أمر ذلك الرجل، هوَ لا يذكر الكثير من ملامحه فقد كانَ مضطربًا وقتها، وجه بصره ناحية مؤيد ثم تحدث باِستفسار :«هل لي أن أسألك؟ لمَ خدعتنا أنتَ وأسامة وأحضرتنا إلى هنا؟ ماهوَ هدفكم من هذا؟»

أدارَ مؤيد رأسه للجانب ولم يجبه.. مما جعل مروان يستغرب :«مروان لا داعي لأن تكون فضولي وتسأل، أنا لا أستطيع إخبارك!»

نبرته كانت هادئة لحدٍ كبير عكسَ ما توقع الثاني، مد يده وشد مؤيد من قميصه ليلفت نظره له :«حسنًا!.. إن كنتَ لا ترغب بإخباري فأرجوا أن تجبني على هذا السؤال.. ماذا حدثَ لرامي؟»

تغيرت ملامح السامع قليلًا ولكنه أعادها البرود ودقق النظرَ في عيني مروان المتعطّشتان للإجابة :«هل أنتَ واثق.. أنكَ ترغب برؤيته؟»

تردد قليلًا بالإجابة ولكنه عزمَ على أمره بنظره جادة مزجت ببعض القلق وأومأ إيجابيًا بينما أعين مؤيد تراقبه.

***

فُتحَ بابٌ ما تلقائيًا ودخل منه مروان، وقع بصره على تلكَ الغرفة متوسطة الحجم، ضوءٌ من إحدى زواياها هوَ ما أضاءَ جزءً منها ليرى تلكَ الشاشات والأزرار والأنابيب غربية الشكل والمليئة بالأسلاك الموصلة بها، إستدار للخلف ناحية مؤيد ونظر له قائلًا :«هل أنتَ جاد؟»

أومأ له مشيرًا لذلكَ الجزء المُضاء من الحجرة؛ ليتجه مروان نحوه بخطًى مترددة، ضيقَ عينيه بسبب الضوء العالي وهوَ يقترب منه وماهيَ إلا لحظات حتى فتحها ليَرى بوضوح؛ فتوسعت حدقتاه مباشرةً ثم أسرع بخطاه نحو ذلكَ الأنبوب المليئ بالمياه الزرقاء الشفّافة.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن