|٢٠| أُمّي؟..

232 41 232
                                    

.
.

في نفس اليوم_الساعة 10:00 مساءً..

مستندًا على الجدار وهوَ ينظر ببرود للذي اتخذ من كنبة عنابية اللون مكانًا له وعلامات القلق على وجهه :«ولكن هل سيكون قادرًا على اِسترجاعها بسهولة؟»

رد عليه الجالس قبالته بهدوء :«ربما! عليك أن تجرّب»

أخفض أسامة رأسه يفكّر ليأتيهما صوت هاني الواقف :«لم يتعرّضا لصدمة كبيرة في ذلك الوقت، لذا أرجح أنهما سيسترجعانها سريعًا»

نهض مؤيد عن الكنبة ليذهب ناحية الباب قائلًا :«سأرى مروان إن كان قد اِستيقظ»

خرج مباشرةً بعد ذلك فالتفت أسامة نحو هاني الذي حدق بشرود لبقعة ما من الغرفة :«خالي...»

أعاد هاني النظر له مهمهمًا على مناداته فأكمل أسامة بعد أن أخفض رأسه في توتر :«هل تظن أن هذا هوَ الوقت المناسب حقًا؟»

ثم رفع رأسه ليرى ردة فعله فرآه حين أومأ له، إقترب منه واِنحنى له هامسًا بالقرب من أذنه :«إنه الوقت المناسب بلا شك، لقد مرّت عشرة أعوام بالفعل»

إعتدل هاني في وقفته ثم اِبتسم مكملًا :«لا تتردد»

أومأ له أسامة ووقف عن الكنبة، ثم استدار خارجًا من الغرفة بعد أن اِبتسم له.

***

في إحدى الغرف_ في ذات البِناء..

يجلس على الكرسي الزجاجي المجاور للنافذة بينما يسند مرفقه على إطارها الشفاف وهوَ يحدق بحمراوتيه للخارج بنظرة خاوية.

لقد اشتاق لوالده كثيرًا! لم يكن يصدق حتى بأنه مات، كانت تلك أكبر صدمة يتلقاها في حياته، ومن دون شعور منه أعلنت الدموعُ إنهمارها على خده مشكلةً خطًا إنسيابي، لم يلحظ لها حين تقاطرت على حافة النافذة بل أنه أخفى وجهه خلف كفيه وغطّى فمه بقوة حتى لا يظهر صوته.

لم يحظى بباقي الأيام مع والده، لقد أراد التخرّج من المتوسطة واقتناء الثانوية ليكمل دراسته ويغدوا ما يريد في المستقبل، ولكن كل ذلك كان محظُ وهمٍ نسجه له عقله.

ظهر صوته المختنق من بين شهقات بكاءه بنبرة مقهورة حزينة :«لماذا؟ أنا لم أرد المستحيل! أردتُ شيئًا بسيطًا وهوَ أن يبقى أبي بجواري، ربما عقلي يختلق كل هذا»

رفع رأسه قليلًا مظهرًا عينيه الباكيتين من خلف كفيه مكملًا وهُما تهتزان بسبب البُكاء :«ذلك الفتى الذي كنتُ أراه دائمًا، لمَ لَم يعد يظهر؟ أنا أشعر بالوحدة، حتى مروان تغير وأصبح يشرد كثيرًا كما لو أنه في عالم آخر، هذا.. هذا مؤلم!»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن