|٢١| تهشّمُ زُجاج

181 41 162
                                    

.
.
عاد من معبر الذكريات بينما مروان لازال بين يديه وهوَ يذرف الدموع في صمت، إبتعد عنه ليمسحها فضحك هاني ليقول :«لا داعي للبُكاء! لا أعلم كيف انغمستُ في الموضوع دون أن أُلاحظ!»

أنهى مروان مسح دموعه ثم رفع رأسه قليلًا ينظر للجانب بابتسامة منكسرة :«لا بأس»

لم يبقى هاني جالسًا بل أنه نهض متململًا وقال وهوَ يتجه للباب بنيّة الذهاب إلى غرفته :«على كل حال، أنا موجود إن كنت ترغب بالتحدث لأحد.. يا إبن أختي العزيز»

غمز له في آخر جُمَلِه فابتسم مروان لذلك وهوَ يُراقبه يخرج من الصالة، عم الصمت المميت فأخفض رأسه ونظر ليديه المقبوضتين :«لقد كان يضحك بعد تلك الذكريات كيف؟ أعلم بأنه محطّم ويحاول التظاهر بالتماسُك.. كيف له أن يفعل هذا دون أن يذرف دمعة واحدة؟»

بعد ذلك تذكّر رامي وأكمل :«منذ أن استرجع رامي ذاكرته أصبح يتجاهلني، ومؤيد بعد أن عملتُ أنه اخي أصبح ابرد من السابق»

أنهى كلامه متنهدًا بضجر وضيق ثم رفع يديه يبعثر شعره يجعله فوضويًا :«لقد تعبت من التفكير!»

غطّى فمه بسرعة وشعر بالتوتر حين أدرك أن صوته كان عالٍ كفاية ليصل للغُرف ربما ثم أنزل يديه وأمسك وجنتيه هامسًا :«يالي من أحمق!»

تحرك قليلًا بجلسته ثم نهض عن الكنبة وأخذ يسير بغضب مكملًا :«الحل الوحيد الذي يُبعد عني كل هذا هوَ النوم!»

بعد ذلك توقف قليلًا ينظر أمامه للفراغ ثم ارتسمت إبتسامة سُخرية على شفتيه وأكمل :«هذا إن استطعت النوم»

***

في تلك الغرفة.. وقف في الركن المُظلم خلف الستارة البنية بينما يكتف يديه لصدره ينظر للخارج بطرف عينه الذابلة، أخفض رأسه بنظرة خاوية ثم تكلم باختناق بعد أن غطّى إحدى عينيه :«ما كان عليّ تذكر ذلك!»

رفع رأسه وأخذ نفسًا حين شعر بالضيق يخنقه ثم أرجع خصله الأمامية للخلف وأكمل وهوَ يغمض عينيه بلا مبالاة :«لقد حللتُ هذه المُشكلة منذ زمن وانتهت على كل حال، عليّ التركيز الآن على ما سأفعله في الوقت الحالي»

في نهاية كلامه فتح عينيه فجأة ليقول بعد أن أدرك ما سيحدث :«لقد أصاب حدسي!»

لم تمضي إلا بضعة لحظات ليسمع صوت تهشم زجاج النافذة الكبيرة التي يقف بجوارها تلاها صوت تصادم الشظايا ببعضها مصدرةً رنينًا مميزًا بدى بطيئًا بالنسبة له قبل أن تستقر على السّجادة البنية ذات الفرو الناعم.

نظر هاني للآلة الطائرة التي اقتحمت الغرفة للتو ثم كتف يديه لصدره وقال بلا مبالاة بعد أن ثبت بصره على الشاشة التي أظهرت صورة وائل باتصال مُباشر :«أرى بأنك استعدت بالفعل!»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن