.
.
.
على الضوء الخافت للغرفة يجلس على السرير وهوَ ينظر لحالة المُستلقي عليه بيأس، قبل قليل أعاد خياطة الجرح له ولف الضمادات حول رأسه.كان جواد مستلقٍ على ظهره وهوَ يغطي عينيه بذراعه يحاول كتم شهقات بكاءه ودموعه تنهمر لجانب وجهه، منذ أن تشاجر هوَ وجهاد لم يتوقف عن البكاء حتى الآن وأسامة يحاول تهدأته ولكنه لا يستطيع.
..:«عليك أن تنام، هذا سيء على إصاباتك!»
لم يجبه جواد بل أنه استمر يكبح شهقاته فتنهد ثم أخذ يربت على صدره قائلًا :«لا بأس، سوف يُصلح سوء الفهم بينكما!»
نهض عن السرير واِلتقط إبرة عن الطاولة ثم أمسك ذراع جواد ليهمس :«عليك أن تنام الآن»
حقنه بإبرة المهدّئ ولم يلبث جواد إلا القليل حتى ارتخى جسده ليدخل في النوم العميق سريعًا، نظر أسامة لوجهه الذي كانت تغطيه الدموع ثم مسحها له بالقماشة التي أخذها عن الطاولة.
شعر بالحزن الشديد من أجله، ولكنه لا يستطيع فعل شيء لهما فهما عليهما أن يتصالحا، كان قد أخبره جواد عن سبب شجارهما وأسامة يعرفه جيدًا، فهوَ قد قال له نفس الشيء عن موضوع الإنتحار.
غطّاه جيدًا ثم خرج من الغرفة، متمنيًا أن يُشفى بسرعة فالمنزل أصبح كئيبًا.
***
..:«إلى أين سوف أذهب الآن؟ ماذا سأفعل؟»
يسير في ممرات المبنى بملابسه الخفيفة وهوَ يحتضن نفسه ونظرة منكسرة على وجهه، يشعر بالندم الشديد منذ أن تشاجر مع توأمه قبل قليل، لو أنه لم يقدم على تلك الخطوة فقط لما كان قد حدث ذلك وتأذّى جواد أضعافًا.
الآن ماذا سيفعل؟ إلى أين سيذهب؟ هوَ لا يعلم حقًا ولا يريد التحدث مع أحد، يرغب بالبقاء مع نفسه لبعض الوقت حتى ينظّم أفكاره المبعثرة، ولكن كيف سيستطيع تنظيم المشاعر المُبعثرة؟..
هذا سؤال لا جواب له..
تنهد بتثاقل وأكمل السير شاردًا ينظر للأرض البيضاء لذلك الممر الطويل البارد.
فقطع أفكاره الضائعة صوت خطوات أحدهم من الممر الآخر، شعر بالقلق مما جعله يحاول فتح إحدى أبواب الغرف التي بجانبه ليختبئ بها، ولكن جميعها كانت مقفلة لذا استسلم وبقيَ في مكانه يترقب..
..:«ها؟»
نظر كلاهما لبعضهما عدة لحظات، كان زين قد خرج من منعطف الممر ووجد جهاد واقفًا هُناك بملامح قلقة، إبتسم له واقترب منه ليقول ببعض الإستغراب :«لمَ تتجوّل هُنا لوحدك؟»
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...