|٣٩| تحتَ المطر..

217 35 555
                                    

.
.

الرياح القادمة من الخارج أخذت تحرك ملابس كمال البنية للداخل تتبعها زخات المطر الخفيفة، شعره أُثقل بالمياه ولكنه لم يمنع نظرة مليئة بالإصرار بأن تُرسم على وجهه وهوَ ينظر لمؤيد.

رامي يقف أمام أسامة الذي ينظر له بغضب، لقد أخبره أن يدخل للردهة مع جواد ومروان ولكنه أصر على البقاء تحت المطر.

..:«رامي! تصرف ولو لمرة واحدة كشخص واعي! أنا لا أصدق حتى الآن أنك في الرابعة عشر! هيا إذهب!»

كانت دموع الآخر تنهمر في صمت وهوَ ينظر للأرض ويحس بالزخات الخفيفة للمطر تضرب جسده من كل جانب، هوَ لا يريد ترك شقيقه هُنا لأنه لا يضمن ما سيحصل له فهوَ يتخيل خسارته بعد والده.

إقترب أسامة منه وأمسك كلتا يديه اللتان شعر ببرودتهما ثم دفئهما بين يديه، جثى أمامه على ركبة واحدة ونظر لوجهه العابس مع بعض الدموع فقال بعد أن رفع إحدى يديه وأعاد له خصله للخلف :«رامي.. لا تقلق! أنا سوف أكون بخير!»

أومأ له الأصغر فترك له أسامة يديه ليمسح دموعه بفوضوية ويستدير راكضًا بسرعة نحوَ الردهة، وقف ناظرًا لجهاد الذي لحق برامي وابتسم له بخفة ثم أدار رأسه ناحية مؤيد حيث يقف تحت المطر شاردًا دون حراك.

إقترب منه ووضع يده على كتفه ليلفت انتباهه فأدار رأسه إليه وابتسم له :«لا تبتسم هكذا.. تجعلني أشعر كما لو أننا سنفقدك اليوم!»

رمش أسامة عدة مرات وضرب كتفه بخفة يضحك عليه ليسند مرفقه عليه ويوكزه مجيبًا وهوَ ينظر له بطرف عينه :«أحمق! أنا سأظل معك للأبد إن شاء الله!»

أخفض مؤيد ناظريه نحوَ الأرض بشرود، فلا زال ذاك الكلام مؤثرًا به، فقط لمَ يفعل هذا ليشتته؟.

دعونا منه ومن إزعاجه ولننتقل حيث كمال تقدم إليهما ثم أحاط كلاهُما من الخلف قائلًا بمرح :«هاقد اِجتمع ثلاثتنا! من كان يصدق أننا سنصعد على السطح ونقف تحت المطر!»

إبتسم أسامة بخفة وأحاطه من ظهره مكملًا عنه :«عندما نتحرر من هُنا.. سوف نقف تحته دائمًا!»

أومأ كمال ثم أخذ نفسًا عميقًا وابتعد عنهما متراجعًا للخلف عدة خطوات حين أحس بأمرٍ ما :«ظهروا!»

بعد كلامه ذاك التفت كلٌّ من أسامة ومؤيد تزامنًا مع ارتفاع الكثير من الروبوتات صغيرة الحجم في السماء بأعيُنها الحمراء وراحت تترصدهم بشكل مريب.

نظر كمال إليهم بعينين مليئتين بالعزم وقبض على إحدى يديه ناطقًا :«تعالَوا هيا! لمَ تقفون عندكم؟»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن