|٣٥| أخي..!

212 33 312
                                    

.
.
خرجوا من المبنى متجهين لموقع القاعدة الثانية في الطريق الذي سيواجهون به الكثير من العقبات.

مشاعرهم كانت مضطربة فتقبُّل رحيل صديقيهما لا زال صعبًا.

في بداية طريقهم كان عليهم الدخول في مباني مصممة كالمتاهة وكلها منضمّة لبعضها؛ لهذا الأمر بدى صعب.

وقف مؤيد أمام ذلك الباب الضخم في أعلى إحدى الأبراج وخلفه البقية وقبل أن يفتحه ارتسمت الدهشة على وجوه الجميع وهُم يرون الكهرباء تمتد من مبنى لآخر مشعلةً كل الأنوار.

فتح مروان فمه بذهول وهوَ يحدّق بروعة المنظر ليقف رامي بجواره هامسًا :«مُذهل!»

جواد ركض من مكانه واسند كفيه على سياج السطح الذي لم يكن بالطويل والرياح تحرّك شعره الأحمر للخلف، ثم اِنحنى للأمام صارخًا بحماس :«أترون! لقد ازدادت الجزيرة جمالًا!»

إبتسم أسامة بهدوء أما مؤيد فقد أشاح وجهه للباب الذي فتِحَ من تلقاء نفسه، ثم أدار رأسه نحوهم وقال بجد :«هيا.. إنه يطلب منا البدأ»

إستدار جواد ونظر له بخيبة، أما جهاد فقد تبعه في صمت كما فعل رامي، تجاوز جواد مروان الذي رفع رأسه نحو السماء ثم أغمض عينيه، فاستشعر تلك القطرات اللطيفة التي لامست وجهه ليعيد فتحها.

إبتسم بهدوء قبل أن يخفض رأسه ويتبع البقية.
.
.
بعد أن دخلوا أغلق الباب لوحده فعم الظلام، لم يمر الكثير من الوقت حتى أُشعلت الأنوار واحدًا يتلو الآخر.

ممر طويل أبيض على مرمى البصر هوَ ما قابلهم، شعر رامي برعشة خفيفة فاختبئ خلف أسامة، أما مروان فقد وقف على بعد أمتار منهم.

إلتف جواد محدقًا به ثم قال وهوَ يشير له بالإقتراب :«مروان إبقى قريب منا؛ فهذا المكان يبدو مريبًا!»

تردد مروان في البداية ولكنه فعل ما طلبه منه، جهاد سار بجوار توأمه والنظرة الناعسة على وجهه :«لو أني بقيت نائمًا لكان أفضل من أن آتي لهذا الهُراء»

نظر له أسامة بطرف عينه ثم تنهد بقلة حيلة، أما مؤيد فكان يتقدمهم ولم يتكلم بحرف منذ أن دخلوا إلى هنا.

ظلّوا هكذا يسيرون بلا وجهة، أغلبهم بدأ يشعر بالتعب أما جهاد فقد كاد يموت من النعاس، نظر مؤيد لساعة معصمه ليسمع جواد يقول :«كم مر ونحن نسير هكذا؟ هذا المبنى حقًا يبدو كمتاهة، أشعر كما لو أنني مررت في هذا الطريق أكثر من مرتين!»

أجابه مؤيد بهدوء وهوَ ينظر أمامه :«نصف ساعة»

ثم سمع صوت مراون حين قال مؤيدًا :«صحيح، حتى أنا أشعر بهذا»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن