.
.الثلوج لازالت تتهاطل بهدوء في الخارج منذرةً عن عاصفة قادمة، الثلاث طائرات يحلقن بالجو وفي إحداهن تكلم أسامة بهدوء :«أفهم من هذا أن هذه المعركة جويّة»
أغمض هاني عينيه وأسند ظهره على مسند الكرسي خلفه ليجيب بهدوء مماثل :«هذا ما خطط له، و الهجوم الذي أخبرتكم عنه في غرفتي أوضح ذلك»
لم يعلّق أسامة بل أنه اِكتفى بإخفاض رأسه فماذا عساه أن يقول في ظروف كهذه؟ هوَ يعلم تمامًا أن وائل لا يهتم لحياتهم إن اِنتصروا أم لا.. لأنه دائمًا هوَ يريد أن يكون المنتصر بأي شيء، لذا هُم يعرفون مصيرهم معه، و لا مهرب من هذا.
***
دوت ضحكة ريان الذي رفع يديه و مسح دموعه المتجمعة على أطراف عينيه قبل أن يقول بصوت مهتز حاول موازنته :«ماذا تعني بكلامك؟»
إبتسم زين بهدوء وهوَ ينظر للخارج بينما يتابع تحرّكاته الطائرة :«كل شيء متوقّع!»
إقترب منه ريان وجلس بجانبه فالكرسي يتّسع لشخصين، أسند رأسه على كتفه وهوَ يتذكّر ما قاله منذ دقائق..
«إن حدث ومِتُّ قبلك؛ لا تتوقّف عن تحقيق الحُلم الذي بدأناه»
ضيّق ريان عينيه إثر الحرارة التي أحسها بها ثم قبض على يديه بقوة ينفي تلك الفكرة الغبية بالنسبة له ولكن لم يكن باستطاعته الإعتراض فحياتهم الآن أصبحت على المِحك إلا أنه لم يمنع نفسه من أن يهمس :«ولكن.. أنت تعلم بأنني لن أستطيع وحدي»
بقيَ زين ساكنًا للحظات ونظره مثبّت للخارج فاستغرب ريان من سكونه لذا رفع رأسه قليلًا وحدق بملامح وجهه الثابتة ولكن تلك الدموع الخفيفة لم تخفى عنه :«أتبكي؟»
إنتبه زين لذلك ثم رفع يده اليُسرى ومسح دموعه بسرعة قبل أن يضحك ليجيب :«نعم لا بأس»
لم ينطق أحدهما بشيء بعدها فكلاهما يجهلان مصيرهما.
***
نظر كمال بطرف عينه نحو مؤيد الذي يتابع تحركات المركبة بهدوء ثم تكلم :«ألا تشعر أنك بالغت بتصرّفاتك مع مروان بعد أن علم بأنك اخوه؟»
لم يرد مؤيد بل بقيَ على نفس وضعيته دون أن تتغيّر ملامحه الباردة ولكنه أجاب بحيرة بعد لحظات :«ماذا تعني؟»
إستند كمال بمرفقيه على قاعدة الكرسي الجالس عليه مؤيد ثم زفر الهواء باستياء ليرد :«أعني أنك أصبحت تتجاهله»
أغمض مؤيد عينيه بانزعاج، ليس وكأنه يرغب بهذا حقًا ولكن هذه العادة لا يستطيع إبعادها، مثل أن يحتضنه أو ما شابه فهوَ لا يعرف ما الذي يستفيدونه من هذه الأشياء أصلًا لأنه لا يفهم المشاعر.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...