|٣٠| حظًا موفقًا..!

175 34 253
                                    

.
.
يجلس في غرفته الهادئة على السرير وحوله الوسائد المنفوشة، بعد أن وجد نفسه في أحضان وائل الذي أوصاه بالإحتفاظ بالدفتر بين يديه الآن حيث يحدق به بشرود تام.

ما السر الموجود به؟ ولماذا أتى وائل إليه بنفسه؟ كان يستطيع إرسال أحد الآليين ليعطيه إياه، ثم أن الشعور الذي أحس به بقربه منه مألوف.. ربما بسبب أنه كان في مبناه قبل أن ينتقل لهذا..

حقًا ذلك غريب، حتى نبضات قلبه لا تهدأ ولا يقدر على إيقاف حدة وقعها، أي يديه ترتعشان بوضوح، ولم يكن لديه الشجاعة على فتحه ورؤية المكتوب بداخله، إلا أن فضوله تغلب عليه وجعله يفتح الغلاف..

..:«لا لن أفعل!»

أعاد إغلاقه واغمض عينيه بقوة يدفن وجهه بالوسادة بينما يمسكه بإحكام شديد، هوَ حتى لونه وشكله لا يعرفه لأن الظلام يعم الحجرة كاملًا لذا فضّل ترك هذا الأمر للغد لأنه يشعر بجسده يصرخ بالرغبة بالنوم دون إرادة منه..

فنام محتضنًا إياه، والشعور بالدفئ الشديد يحاوطه ولا يدري من أين.

***

حل صباح يوم آخر محمّل بنسيم هادئ وحزين من كل الجهات، ولكن الشيء الوحيد المُختلف هوَ تلك الثلوج التي أخذت تذوب ولم يتبقى لها الكثير حتى تختفي.

الشمس باهتة بالرغم من عدم تواجد الغيوم، فقد سيطر الضباب على الأفق وأرداه كئيبًا.

وفي الغرفة الزرقاء الداكنة بعد أن تناول الجميع الفطور جلس على الكرسي أمام الطاولة ينظر للدفتر أمامه بشرود، اليوم رأى شكله حيث لونه أحمر ودوائر بيضاء ملأت غلافه السميك.

بدى طفوليًا بعض الشيء وهذا ما جعله يستغرب، كيف لوائل أن يحتفظ بشيء طفولي كهذا؟ وكيف أتى بنفسه إليه؟..

تلك التساؤلات راحت تحوم حول رأسه دون إيجاد إجابة لها، هوَ يرغب برؤية ما بداخله حقًا، وشيء ما من اللامعلوم يجذبه إليه بشكل غريب.

مد يده ليمسكه ولكن تراجع، ماذا لو فتحه وحدث ما قد يغير حياته ربما للأسوأ؟ أو أن يقرأ كلام صادم به أو تهديد من وائل عما سيقوم بفعله لهم في القادم؟ هوَ لا يعلم حقًا!.

مد يده وأمسكه ليفتح أول صفحة.. ويقرأها.

***

«أترغب برؤيته؟»

سأل أسامة جواد المُستلقي على السرير وهوَ يغطي عينيه بذراعه يحجب ضوء الغرفة عنهما وملامح الألم بادية على وجهه.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن