||دائمًا أقول أنني شخص مُختلف، والروح التي بداخلي لاتُشبِه أحدًا، وما زلتُ أظن ذلك||
.
.شعور الغضب كان يلازمه، تعقيدة حاجبين خفيفة، ملامح متجهمة، وشفتين مقوستين بعدم رضى.
بعد أن سمع من مروان أين وجد رامي، الغضب اشتعل به فأخيه يهدر صحّته دون اكتراث للنتائج والعواقب، وهاهوَ الآن ممدد أمام ناظريه على السرير، خائر القوى لا يقدر حتى على الكلام بسبب الحمّى الشديدة المصاب بها.
..:«إنه لا يقدر على التنفس حتى!»
قالها أسامة بغضب مكبوت وهوَ يقبض على يده ويعض شفته ينظر لحالة رامي، إقترب مروان من السرير أكثر ووقف بجوار أسامة فتنهد بقلة حيلة، لا ينكر أنه يشعر بالقلق حيال صحّة إبن خالته التي بدأت تسوء منذ أن فقد الكثير من الدماء في تلك الـ..
في تلك الماذا؟ منذ أن سيطر وائل على عقله وجعله يُهاجم رامي هجمات مميتة ويجرحه جروح عميقة، جروح عميقة لم تدمي جسده فقط.. بل تركت ندبة كبيرة وعميقة في قلبه، هذا ما كان يظنّه مروان.. ولكن رامي لم يكن هكذا، رامي سامحه كونه ليس المُذنب.
هُنا استدار مروان وأخفض رأسه قليلًا ثم سار وتجاوز يزن الذي لحقه بنظره حتى خرج من الغرفة.
أغلق الباب، ثم وقف مسدلًا يديه لجانبيه ومنحني الرأس في الممر المظلم والبارد جدًا، وأمامه النافذة العريضة المفتوحة تدخل من صقيع الشتاء، فلم يكن منه سوى أن يحتضن عضديه بقوة ينكمش على نفسه ويزيد من إخفاضه لرأسه حتى تدلت غرته للأمام.
أظلم وجهه وزاد من احتضان نفسه مما جعل صوت احتكاك يديه بملابسه يظهر تلاه تنفسه المضظرب :«هل أنا السبب؟»
سأل نفسه أو ربما الفراغ ولم يجد إجابة شافية، بقيَ هادئًا عدة لحظات ثم رفع رأسه نحو النافذة فتطاير شعره للخلف قبل أن تلوح الدموع على شفا أهدابه.
أنفه محمر وخديه كذلك حتى جفنيه، شفتيه مزمومتين كمن يوشك على البكاء.. ولكنه لم يبكي! بل أرخى من احتضانه وسار للنافذة والهواء يضرب وجهه.
هوَ لا يفهم نفسه، لا يفهم شيء.. فقط فراغ في فراغ، لم يكن منه سوى أن يغمض عينيه ثم يسند مرفقيه على الإطار ناطقًا بوهن :«أنا متعب»
***
تطايرت خصلاته البنية إثر الرياح العالية وهوَ واقف على سياج الشرفة ينظر نحو الأسفل بعينيه الباردتين :«هل من المنطقي أن أقدم على هذه الخطوة؟ أم أبقى في السرير أفضل؟»
بقيَ ساكنًا ينتظر إجابة والرياح تعبث بملابسه الخفيفة تجعله يشعر بالبرد ينخر عظامه الشهة، إلا أنه لم يكن مهتم.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...