|٣٤| دماء الأبرياء

159 27 214
                                    

.
.

_عام 204‪0_

في تلك المدينة الجميلة المطلّة على البحر الأزرق حيث كانت الشمس ساطعة في ذلك الوقت ففصلُ الصيف كان قد حلّ.

المباني عالية ومُصممة بطريقة رائعة تجذب الأنظار لمن يراها، والأشجار الخضراء اليانعة موزّعة بين المنازل، والأزهار على نوافذها لتزيد من روعة المدينة.

حيث يمكنك رؤية الآلات الطائرة والمركبات الصغيرة في السماء يتنقّل بها السكّان من مكان إلى آخر، كما أنه لا يوجد الكثير من البشر يسيرون في الشارع ففي هذا الوقت الجميع يكون محتمي تحت التكييف بسبب الحر.

وبعيدًا عن هذه الأجواء تمامًا في مكان مظلم بعض الشيء...

دخل ذلك الشاب ذو الشعر البني الباهت إلى الغرفة الواسعة والتي بدت كمختبر يمسك أوراقًا بين يديه، سار حتى وصل لذلك المكتب المُشترك ليضع ما بيده على سطح الطاولة ناطقًا بحماس :«شاهين! لقد تم قبولنا للإشتراك في المسابقة العالمية كأفضل مخترعين ومصممين هندسة للمباني! أتصدّق؟»

إلتقط المَعني الأوراق وراح يقرأها سطرًا سطرًا ليهمهم مجيبًا :«لقد اختاروا أناسًا من حول العالم، تبدو مُسابقة شيّقة، واثق من أنني سوف آخذ المركز الأول في العالم»

نظر له الواقف باستياء من كلامه، يظن نفسه الأول والأفضل دائمًا على الجميع! وقد خسر في عدّة مُسابقات في الماضي، لم يكن له سوى أن يتنهد بقلة حيلة ليسمع الباب يُفتح مُجددًا :«ماهر! هيا ألن تبدأ الآن؟»

إستدار ماهر ينظر لذلك الفتى الذي بدى في الخامسة عشرة من عمره ثم قال بعد إبتسامة :«نعم قادم، ولكنني أنقل الخبر لشاهين لأنه مُختار من قِبل الحكومة ليُشارك!»

أومأ الفتى له ثم دخل للغرفة محدثًا أثناء سيره وهوَ يضع مصاصة حمراء بفمه :«قالوا بأن المدّة الزمنية للإنتهاء في شهرين على الأقل، كما أنهم قالوا أيضًا أن الفرد له الحريّة بما يرغب باختراعه والمُشاركة به»

نظر شاهين نحو ماهر بابتسامة مستفزّة ليشيح الآخر بوجهه منزعجًا ويستدير :«هيا هاني، لنخرج من هُنا»

ألقى هاني نحو شاهين نظرة هادئة بطرف عينه قبل أن يتبع ماهر بصمت.

بعد مرور شهرين على ذلك الخبر إنتهى المشاركين من إختراعاتهم وفي المدينة التي يسكن بها ماهر وشاهين كانت تلك المنصّة مجهّزة لعرض أفضل عمَل للمشاركين، والفائز بالمركز الأول سيتعاون مع شركة عالمية مرموقة ليعمل بها ويكسب أموال طائلة بسبب عمله المُتقن أو اختراعه المميّز عن غيره من ناحية الإتقان واختيار الأدوات وما شابه.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن