|٣٧| هل أنت واثق..؟

214 40 257
                                    

.
.

المكان مظلمٌ جدًا بحيث لا تستطيع رؤية شيء أبدًا، فقط.. فراغ بلا نهاية.

وهُم كانوا يعلمون جيدًا أن هذه إحدى خطط وائل كذلك في سحقهم، فالعيون الحمراء التي تحدق بهم من كل جانب كانت كفيله بجعلهم يستعدّون للهجوم بعد أن أخرجوا أسلحتهم من حقائبهم على ضوء الهاتف، مع تلك الأساور متنوعة الألوان والتي تعمل على جعلك تستخدم السلاح بمهارة حتى لو لَم تكن تجيد ذلك، فهيَ مصممة للتحكّم بالجسد إن كان هناك ضربة ستأتي إليك فجسدك سيتحرّك دون إرادة منه ويصد الضربة قبل إصابتك، كانت تلك الأساور هيَ نفسها الموجودة في الصناديق التي أحضروها مع هاني من ذلك المُختبر قبل فترة.

هكذا تمامًا ارتدى كل واحد منهم سواره وأمسك سلاحه، حتى الأسلحة التي يمتلكونها في حقائبهم مصنّعة للطي عدة مرّات لتبدو بشكل أصغر مما هيَ عليه، وهذا ما أفادهم حقًا! لو أن جهاد محب النوم لم يقترح عليهم الفكرة لكانوا الآن في مأزق بلا شك.

..:«إبقَوا ملاصقين ببعض ولا تتفرّقوا! وأبقوا أنظاركم عند الهدف! تمامًا عند الأعيُن الحمراء!»

قال أسامة آمرًا ليومئوا بصمت قبل أن يروا الأعين الحمراء تتحرّك، كانوا آليين مبرمجين برؤية ليلية فصورة الفتية واضحة لهم بينما هُم العكس، فقط يرَون أعينهم الحمراء.

بقوا ثابتين بأماكنهم عدة لحظات قبل أن ينقض الآليين عليهم مصدرين بهذا صوت احتكاك خطواتهم الحديدية على الأرضية الصُلبة.

مؤيد وأسامة كان باستطاعتهما مراوغتهم فهما متدرّبَين عكس الفتية الأربعة هُنا؛ لذا كان من السهل الحِفاظ على ذهنهم متيقظًا عكس الأربعة الذين شعروا بالتوتر وأكثرهم رامي.

إبتعد مروان لزاوية الغرفة التي بدت فارغة وشد على إمساك السلاح بين يديه وهوَ يشعر بألم عنقه الخافت تقريبًا، كان لا يستطيع موازنة نفسه بالأساس بسببه فأخذ يترنح وهوَ يشعر بدوار فظيع.

أسند يده على الجدار يوازن نفسه وهوَ يسمع أصدقائه يُقاتلون بينما هوَ مكتوف الأيدي، لقد نسوا حقًا إحضار النظّارات الليلة، سيكونون في مأزق بلا رَيب.

فقط ما يُسمع حينها هيَ أنفاس مُتعبة وأجساد الآليين تسقط أرضًا لتظهر اهتزاز خفيف بسبب ثقلها، أخذ جواد نفسًا عندما اختفت الأعيُن الحمراء ليقول وهوَ ينظر حوله في الظلام :«هل انتهينا؟ لا وجود للأعيُن!»

رامي كان يرتعش بوضوح ودموعه على شفا أهدابه، كان خائفًا جدًا فهذه أول مرّة يخوض تجربة كهذه، شعر بالقلق على مروان فهوَ لا يستشعر وجوده، فراح ينقل بصره هنا وهناك في الظلام بينما يحاول جاهدًا تنظيم أنفاسه.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن