|٢٨| لن أُسامحك!

204 42 255
                                    

.
.
ما أعلمه الآن هو أنني باهت جدًا ولم أعد أؤمن بمحاولات الإسترجاع..
وأنني موقنٌ يقينٌ تام أن هنالك شيءٌ في صدري انطفئ إلى الأبد..

"مروان، جهاد"
.
.

في تلك الغرفة ذات الإضاءة الخافتة، أنهى لف الضماد حول رأس المُستلقي ثم اِستقام بوقفته يعيد اللفة مكانها في العلبة قبل أن ينظر لكمال الذي يعقّم ويعالج الجروح السطحيّة.

لا يعلم لمَ يشعرون بفراغ كبير حين يكون جواد هادئًا، ربما لأنه الشخص الوحيد المشرق بينهم، نظر مؤيد لملامحه الساكنة وحين انتهى كمال وقف متحدثًا بقلق :«جهاد؟ هوَ ليس بخير على الإطلاق! دعنا نخرج من هُنا ليرى توأمه»

وافقه مؤيد على ذلك ثم خرج كلاهُما من الغرفة، دخلا لغرفتهما بعد ذلك فجلس مؤيد على أقرب كنبة وأحاط رأسه بيديه وعض شفته بينما وجهه قد أُظلم.

لاحظ كمال ذلك عليه فاقترب منه وجلس بجواره ينظر له بقلق قبل أن يهمس :«مؤيد.. هل هذا بسببها؟ هل هوَ حزين بسببها؟»

فتح مؤيد عينيه الغارقة بالدموع وابتسامة منكسرة على شفتيه، ثم أجاب بنبرة مهتزة :«أنا لا أعلم.. ربما حقًا بسببها، أو ربما حدث شيئًا لها، أنا لم أكن أقصد خيانته، أنا فقط أردت أن أكون معهم، لأن لا علاقة لي بالإنتقام ولا أريد تنفيذ أوامره بإيذائهم»

أعاد تغطيه وجهه بيديه وهوَ يسند مرفقيه على ركبتيه يبكي بصمت، ولم يكن باستطاعته كبح تلك الشهقات المكتومة، فأي شيء يتعلّق بمشاعر وائل يؤثر به بشكل كبير.

كمال شعر بالحزن من أجله ولم يعلم ما الذي عليه فعله له سوى الصّمت، يعلم أن كلام المواساة لن يجدي نفعًا في موقف هكذا، ولكنه رفع يده وراح يمسح على ظهره.

لم يمر الكثير من الوقت حتى أحاطه يضمه لصدره برفق، هوَ يعلم كم أن شعور الألم الصامت موجع، أراد بهذه الحركة أن يشعر أنه بجانبه ومهم بالنسبة له، وبما أنه لا يستطيع إظهار مشاعره لأحد غيره هوَ وأسامة.

إبتسم كمال بخفة وغمر أصابعه في خصلات مؤيد يعبث بها قبل أن يدفن نصف وجهه بكتفه هامسًا :«لا تبكي، أعلم أنك تشعر بالحزن الشديد، كيف يمكنني إبعاد هذا الشعور عنك؟»

لم يجبه مؤيد بل لم يجد إجابة، فتنهد كمال غير قادر على فعل شيء سوى البقاء بجانبه، وهذا فعلًا كان يكفي مؤيد.

***

«هل استطعت تحديد موقعه؟»

صدح صوت ريان في تلك الغرفة ذات الإضاءة الخافتة حيث رامي نائم بهدوء بعد أن أخذ الدواء.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن