|١٨| الماضي الأسود

207 38 143
                                    

.
.
.
لمعت عينه الكستنائية من خلف تلك العدسة ليبتسم بخبث وهوَ يحدق بالشاشة الضخمة أمامه والتي تعرض ارقامًا متسارعة، زادت ابتسامته ليردف بمكر :«لم يبقى الكثير! هاهوَ حُلمي يتحقق أمام عيناي!»

دخل أحد الآليين بعد كلامه فصمت حين علم ذلك بسبب صوت سحب الباب :«سيدي، لقد بحثنا في الجزيرة كلها ولم نجد لهم أثرًا!»

لم يتلقى أي ردة فعل، كان صامتًا صمت مريب ولكنه تحدث بعد لحظات :«أين من الممكن أن يكونوا؟ حتى مؤيد ذهب معهم؟ ذلك الخائن!»

ضحك بخفوت لترتفع وتيرة ضحكته ويكمل :«ستندمون»

***

فتح عينيه الذهبية ببطء ونظر حوله فوقع بصره على توأمه، أغمض عينيه مبتسمًا له ليبادله الآخر بسخرية :«ظننتك ستموت»

قالها جهاد وهوَ مكتفٌ يديه لصدره ليعيد جواد فتح عينيه بصدمة مصطنعة :«أموت؟»

رفع الغطاء وغطى وجهه مكملًا بدرامية :«توأمي ظن بأني سأموت، كم أنا بائس»

أزاح جهاد الغطاء عن أخيه وتكلم بينما ينهض عن الكرسي :«كنت أمزح»

ولكن وقبل أن يخطو من مكانه قفز جواد عليه معانقًا إياه من الخلف وهوَ يضحك.

سمع كلاهما طنين الباب منذرًا بدخول أحدهم فنزل جواد عن السرير واتجه نحوه سريعًا بابتسامة مشرفة، فتح الباب ليدخل أسامة فقابلته ابتسامة جواد الذي وقف أمامه مباشرة، ربت على رأسه وتكلم بهدوء :«أرى بأنك استعدت عافيتك!»

أومأ له جواد بمرح ثم حدق حوله بحيرة ليقول :«إذًا نحن وصلنا!»

إقترب منه جهاد ووضع يده على كتفه :«نعم ومنذ فترة»

أمسك جواد بيد توأمه ثم خرجا بسرعة من الغرفة تحت أنظار أسامة الهادئة.

***

..:«كيف حالكم يا رفاق؟»

قالها جواد حين دخل للغرفة الأخرى بعد أن دله عليها جهاد، إتجهت أنظار الجميع نحوه فنهض زين من مكانه ووقف قبالته ناطقًا :«سعيد لرؤيتك بخير»

إبتسم بإشراق ونظر حوله متحدثًا بسعادة :«أرى بأن الجميع هنا!»

..:«وأين سنكون مثلًا؟»

رد عليه هاني الجالس على الكنبة وهوَ يكتف يديه بصدره ناظرًا له بذبول، بادله جواد بعبوس فمالبث القليل حتى أشاح بوجهه للجهة الأخرى، مؤيد نظر لجواد مبتسمًا ثم عاد لعمله على الحاسوب.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن