|١٤| قد نفقده

208 52 82
                                    

.
.
قبل دقائق فقط وجدوا الباب وأخيرًا بعد سيرٍ دام نصف ساعة، أسامة كان يتوعد هاني في داخله بتلقينه درسًا على عدم توفير توصيل سريع لهم، بينما زين يستكشف الغرفة التي هم بها حيث لاحظ مدى وسعها، تضم سرير وأرائك تلونت باللون الأبيض والبني.

اللوحات أيضًا زينت الجدران والتحف التي احتوت زهور إصطناعية ملأت الرفوف والطاولات، ريان اكتفى بفحص الأزرار والأجهزة الموجودة بها.

أما جهاد جلس على حافة السرير يراقب حالة توأمه المستعصية، كان موضوعًا أعلى جبين جواد جهازًا يبعث البرودة ليخفض الحرارة ولكن يبدوا بأن حرارته عنيدة جدًا.

بعيدًا عن هذا حيث الغرفة السوداء والبيضاء التي ابتلعت داخلها ذو الشعر الأزرق الغارق بأفكاره، مستلقيًا على السرير يحدق بالسقف بشرود، آلاف الأفكار تدور في رأسه...

ما سبب قدومهم المفاجئ إلى هُنا؟ وهل وائل على درايةٍ بهذا؟ ولكن مستحيل فهو لن يسمح بهذا أبدًا فكيف حدث ذلك؟.

رامي...

إقتحم تفكيره مباشرةً، لمَ لَم يأتي معهم أيضًا؟ أيعقل أن هناك خطة مدبرة وجميع من حوله كاذب؟ لوهلةٍ أحس أنه وحيد في هذا العالم ولا أحد يهتم لأمره، فكر لربما تكون هذه الأحداث التي يمر بها كلها كذبة وأن عقله هوَ من يؤلفها له.

لم يبقى مستلقيًا بل نهض عن السرير ليكتشف ما يحيطه، توجه نحو الستارة لتُرفع له فور وقوفه أمامها، ما خلفها جعله يندهش بالكامل بل ليس ذلك فقط، هوَ وسع عينيه بذهول وشهق فجأة عند وقوع بصره على المشهد قبالته.

لوهلة شعر كما لو أنه انفصل عن الواقع، خلف النافذة كانت جموع الأسماك تسير هنا وهناك والمياه الصافية الزرقاء كعينيه كانت تموج في هدوء جاعلةً ما حولها يموج معها، النباتات المائية وحتى الصخور زادت دهشته :«هل أنا أحلم؟»

إنزاحت تلك الستارة عن النافذة العريضة على طول الحائط ببطء مظهرةً أجمل مشهد رآه في حياته، بالرغم من أنه يهاب البحر ويكرهه إلا أن هذا المكان فعل العكس فعقد حاجببه عندما تذكر أمرًا :«يالي من غبي! قد تكون هذه صورة ثلاثية الأبعاد لا غير!»

إقترب منها ونظر من خلالها يحاول اكتشاف إن كان ما أمامه بحر حقيقي أم لا :«صدقًا! الأمور تسير بشكل مريب!»

ترك هذا الأمر جانبًا ثم أدار رأسه نحو باب أبيض في ذات الغرفة، هذا الباب الذي شد فضوله فور دخوله إلى هنا، وقف أمامه ونظر للوحة الأرقام التي جاورته فشعر بالحيرة.

كيف سيفتحها الآن؟ هيَ تبدوا كما لو أنها مقفلة بكلمة سرية من قِبَل أحدهم، تنهد ثم عاد ليجلس على السرير بإرهاق فسمع صوت أحدهم يدخل، تلاقت نظراته مع جهاد ليشيح الثاني وجهه للجهة الأخرى ثم يخرج سريعًا :«يبدوا أنه قَلِق على توأمه!»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن