.
.في صباحٍ لم تنبثق فيه أشعة الشمس كان مروان مستليقًا على الاريكة وهوَ يغطي عينيه بذراعه.. قبل قليل قام بتشغيل إمكانيات المنزل، لا يزال رامي نائمًا في غرفته ولم يبرحها منذ البارحة هذا ماكان يفكر به قبل أن يرفع الغطاء ويغطي به جسده :«لقد مرّت عشرُ سنوات يا أبي.. منذ أن أخبروني أنكَ توفيت!»
إنهمرت دمعة دافئة من عينه اليُسرى ليغمض كلاهما...:«مروان»
فتحهما بسرعة عند سماعه لإسمه؛ فرفعَ رأسه ببطء لينظر أمامه، كان رامي هوَ من ناداه وقد كانت نبرته ميتة تمامًا.. وقع بصره على الجرح المستقر بجانب خد رامي لينهض سريعًا :«منذ يوم أمس لم تعالجه! ماذا لو تجرثم؟»
أجلسه على الأريكة وأحضر عدة الإسعافات، بعد ذلكَ جثى أمامه وهوَ ينظر لوجهه.. عالجه له وأثناء وضعه للاصق إبتسمَ رامي إبتسامة خفيفة ومنكسرة لينطق :«شُكرًا لك»
أغمض مروان عينيه وابتسم ابتسامة بشوشة ليجيب بنبرة بدت سعيدة محاولاً تغيير مزاج رفيقه :«العفو! هذا واجب الإخوة.. أرجوك لا تؤذي نفسكَ هكذا مرة أخرى!»
وقفَ ليعيد الصندوق إلى مكانه؛ فوضع رامي يده على اللاصق مجيبًا :«جرحته عن غير قصد.. كنتُ منهارًا ولم أشعر بيدي عندما أمسكت السكين!»
إبتسم مروان قبل أن يخرج منَ الصالة وهوَ يحمل الصندوق؛ فسارَ في الرواق متكلمًا :«لا تكرر هذا الأمر مرّة أخرى فهذا لا يجوز، على كل حال.. سأذهب لإعداد الفطور»
بعدَ الإفطار.. خرجَ كلاهما من المنزل ليستنشقا بعضَ الهواء، من حظهما أن السيد ماهر بنى هذا البيت في أعماق الغابة بحيث لا يصل إليه أحد ونادرًا ما يمر أحد من جانبه وحتى ولو مرَّ أحد سيعرفونَ بأن هذا هوَ منزله.
أشجار الصنوبر الطويلة كانت تزين المكان حولهما؛ ليجلس رامي تحت إحداها ويضع يده على الثلج، جلس مروان بجانبه وأخذا يطالعا الطبيعة من حولهما، بقيا هكذا دونَ أن ينطقا حرفًا ولكن تلكَ الكُرة التي أُلقيَت على رأس رامي جعلته ينظر لجانبه حيث مروان الذي كانَ يحاول كتم ضحكاته، عقد رامي حاجبيه وفعل ذات الشيء ليبدأ كلاهما باللعب بالثلج علّهما ينسيا ما حدث.
بعد لعب طويل دخل كلاهما للمنزل ليرتمي مروان على الأريكة، بينما رامي يعلق سترته خلف الباب :«إذهب وأعد شرابًا ساخن»
توقف رامي وحدق به بملل ليجيب :«ولمَ أنا؟ لمَ لا تذهب أنت؟»
ضحكَ مروان بعد أن جلس وطالع لملامح رامي :«لأنني أنا من أعد الفطور في الصباح!»
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...