|٧| إتبعني!

333 68 79
                                    

كل يوم أزداد يقينًا أنه مازال بإمكاني هزيمة كل متاعبي ومخاوفي؛ لأنكَ بجانبي ويدكَ في يدي.
.
.
العواصف كانت مشتعلة في ذلك المكان الذي أخذت حبات الثلج فيه تهطل بقوة وقسوة.

في هذا الوقت وهذه الأجواء كان ذلك الجسد الصغير يضم أحدهم بين يديه ليحميه من البرد القارص، وعندما اِزداد هبوب الثلج من حوله ضمه إليه بقوة أكبر وهوَ يُحاول بث الدفئ فيه.

إلا أنه رفع رأسه من حضنه عندما سمع صوت أنينه الطفولي، رفع كفه ووضعه على خده المحمر ثم تكلم :«ريان..! أصمد قليلًا! أنا واثق أن هناكَ من سيأتي لمساعدتنا! ألا تتذكر كلام ماما؟»

فتح الصغير عينيه بتعب ونظر نحو محتضنه مجيبًا بصعوبة :«نعم.. ماما قالت أنه علينا الإنتظار والصبر بعدها سوف تأتينا المساعدة!»

أومأ له الأكبر مبتسمًا ليكمل الأصغر وهوَ يمسك معطف شقيقه بيده الضعيفة :«أخي زين... الجو بارد!»

رفع زين يده ووضعها على جبين ريان الذي أغلق عينيه بخفة إثر ذلك؛ فأعاده لحضنه متحدثاً بهمس :«هُنا لن تشعر بالبرد.. هذا ما كانت تقوله لي ماما عندما أمرض»

بعد ذلك عم الصمت قليلًا ليناديه الصغير بصوت مكتوم بسبب اِحتضانه له :«زين»

همهم المعني ليكمل الأصغر وهو يمرّغ وجهه بصدر أخيه :«أنتَ دافئ مثل ماما»

إبتسم زين وتحوّلت ملامحه للحزن، شد على جسد من بين يديه هامسًا :«ليتنا لم نضع عن أمي وأبي.. نحن هُنا.. تعاليا!»

بقيَ على حاله نصف ساعة أو أقل ولكن لم يأتي أحد، كان خده ملاصق لخد شقيقه أثناء اِحتضانه له؛ فشعر بحرارته العالية ثم أزاح وجهه عنه بينما يتلمّس جبينه ويمرر كفه الصغيرعلى وجنتيه وعنقه حتى صدره :«أخي لن يصمد هُنا أكثر! لقد ارتفعت حرارته كثيرًا وأنفاسه اضطربت! ما الذي علي فعله؟»

تلفّت حوله على أمل إيجاد أحدهم ولكنه أعاد ناظريه لريان بينما الدموع متجمعة على أطراف أهدابه فتحدث بنبرة مرتعشة :«أنا خائف ساعدنا يا الله»

أمسك كف ريان الذي ارتفع مطالبًا أحدًا بالتشبث به ولم يشعر بعدها إلا وبيد كبيرة توضع على رأسه ماسحةً عليه برفق لينطق صاحبها مستفسرًا :«لمَ صغيران مثلكما في مثل هذا المكان؟»

بعد أن سمع زين ذلك الصوت الرجولي رفع رأسه ناحيته؛ فانسدلت قبعة معطفه الأبيض عن رأسه بسبب الهواء لتظهر ملامحه البريئة، أمعن التحديق في ملامح القابع أمامه والذي كان يُخفي جزءً منها بقلنسة سوداء.

العاصفة كانت تلفح ثلاثتهم دون رحمة مما جعل رؤيتهم لبعضهم صعبة، جثى الرجل على ركبة واحدة ونظر لمن بين يدين زين ليكمل :«لمَ لَم تُجب على سؤالي؟»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن