.
.بعد أن أعطاهم مؤيد موقع البناء، لم يقع الإختيار سوى على زين ليدخله كونه يعرف بالأزرار والأجهزة أكثر منهم.
دخل زين لذلك المبنى سريعًا والقلق مرتسم على وجهه، كان عليه الوصول للقاعدة قبل أن تتفعّل الشريحة بها وتدمّر المدينة بأكملها.
أخذ يركض من روّاق إلى آخر وصوت أنفاسه الغير منتظمة كانت مسموعة، بقي هكذا.. ثم أخذ يصعد الدرَج، لم يكن بإمكانه استخدام المصاعد أو أبواب الإنتقال فالطاقة لم تتفعّل في أبنية الجزيرة بعد.
توقّف متفاجئًا حين دوى صوت انفجار من الطابق السُفلي فشعر بالقلق إلا أنه ترك هذا الشعور جانبًا وأكمل صعوده على الدرج المؤدي لغرفة الطّاقة.
كان كلما يصعد طابقًا يدوي انفجار في المكان الذي تركه خلفه، إستغرب من ذلك بشدة فعلِم أن وائل لن يتركه يستعيد الشريحة بسهولة.
وقف مترنحًا بعد أن أنهى صعود الدرج حين اشتدّ به التعب فاستند على الجدار بجواره وهوَ يضع يده على صدره ويلتقط أنفاسه بصعوبة.
إستطاع استنشاق رائحة الحريق في الطوابق السُفلية ولم يكترث لذلك فهوَ عليه متابعة الصعود للأعلى وإلغاء الشريحة قبل أن تحصل مجزرة في المدينة.
إستقام بوقفته وأخذ نفسًا عميقًا ثم أكمل الصعود فلازال أمامه خمس طوابق ليصل إلى مُراده.
وخلف إحدى الجُدران راقبته تلك العينين بترقّب والذي كان صاحبها يتنفّس بصعوبة ينتظر اللحظة المُناسبة للظهور.
***
أنهى آخر دَرَجة فوقع بصره سريعًا على الصالة الواسعة بشدّة والتي امتلأت بالشاشات الضخمة والحواسيب الموزعة هُنا وهناك.
إتجه مسرعًا نحو الأزرار الكثيرة وهوَ يلهث بسبب ركضه المتواصل ثم ألقى عليها نظرة سريعة وأخذ يضغط عليها بسرعة.
كان العرق يتصبب من جبينه بسبب توتّره وبسبب تلك الحرارة التي توزّعت في المبنى إثر الحريق الذي أنتجته القنابل، الوقت المتبقّي لتتفعّل الشريحة هوَ عشر دقائق فقط، وعليه الدخول على عدّة صفحات من أجل إلغائها وقد بدى ذلك صعبًا.
عض شفته السُفلى وقلبه ينبض باضطراب، وبينما هوَ يقوم بعمله سمع صوت أسامة متكلمًا عبر السماعة :«زين! القنابل تملأ المبنى، هل أنت على ما يُرام؟»
أجابه المعني ولازال يقوم بعمله :«لقد وصلتُ لمكان القاعدة، ولكن هناك الكثير من الصفحات التي عليّ الدخول إليها حتى أوقف الشريحة عن العمل! لم يتبقّى لها سوى تسع دقائق لتتفعّل!»
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...