تسير الأحداث سيرًا مجهولًا، تكاد ترمي حطامها فوقي في أي لحظة؛ لذا سأكون منتبهًا وحذرًا أكثر.
.
.
خرج مروان من الغرفة الموجود بها رامي وأخذ يسير في الرواق يتلفت هنا وهناك يحاول إيجاد الحجرة التي يقطن بها الفتية الأربعة، ولكنه تذكر أنه لم يمر من هذا المكان ولم يره من قبل.لم يمانع بل تابع السير ليكتشف هذا المبنى الذي يجهل سبب تواجده به، كل شيء هادئ.. لا شيء سوى أبواب على مرمى البصر وجدران بيضاء، وبينما ينظر لجانبه اصطدم بأحدهم ليتراجع للخلف خطوتين ويحدق بمن أمامه :«آسف! كنتُ أود الإنعطاف لنفس الممر الذي تسير به!»
في نهاية كلامه مد يده لمروان ليكمل باِبتسامة :«سررتُ برؤيتكَ مرة أخرى!»
نظر مروان ليد من امتدت له توًا ثم صافحه ليسمع صوته مجددًا :«إلى أين كنت ذاهب؟»
أدار رأسه ينطر لأي شيء فقط حتى يقطع تواصل الأعين الذي يوتره :«في الحقيقة كنتُ ذاهب لغرفتكم...
لم يكمل كلامه عندما سحبه ذو الشعر الأحمر متحدثًا :«لقد تأخرت! جميعنا الآن نقوم بأعمالنا ولا أحد في الغرفة!»
تبعه مروان في صمت؛ فوقف كلاهما أمام بوابة كبيرة غريبة الشكل صبغت باللون الأسود زيّنته زخارف شفّافة ليقترب منها جواد ويطبع يده على بصمة الكف المحفورة في منتصفه، بدأ الضوء الأزرق البارد يمتد على الزخارف التي أخذت تتوهج ليبدأ الباب بعدها يفتح ببطء.
إقترب منه مروان بعد إشارة منه، فُتحَ الباب لوحده ليُلقي نور الممر الأبيض للداخل والذي كان مظلمًا قليلًا، إلتفت الثلاثة نحوهما ليلوّح جواد لهم ناطقًا :«مرحبًا يا رفاق!»
إتجه ريان الأشقر نحوه لينظر لمروان قليلًا ثم تتحول نظراته للحزن ولوم النفس :«أنا آسف.. لأنني آلمتك!»
نظر مروان له ليجيب :«لمَ الإعتذار؟ أنتَ لم تفعل شيئًا..!»
أبعد ريان وجهه للجهة الأخرى عاضًا على شفته مما جعل الحيرة تزداد عند مروان، أيخبره أنه هوَ من قام بصعقه؟ هوَ قلق من ردة فعله فماذا إن أصبح يكرهه بعد أن أراد أن يكون صديقه؟ ولكنه لم يكن يعلم أن مروان لا يحقد على أحد أو يكره شخص إلا إن كان مثل وائل! :«في الحقيقة.. أنا الذي كنتُ مسؤولاً عن صعقك!»
تفاجئ مروان لوهلة ولكنه أخفى تلك الملامح ليجيب :«لا بأس! لقد كنتَ مجبرًا!»
أعاد ريان النظر له فتحركت خصلة غرته الطويلة المتدلية لآخر ذقنه متكلمًا :«أتعني أنكَ تسامحني؟»
أومأ له مروان لتتجمع دموع السعادة في عينَي ريان، تقدم جواد ووقف بينهما متكلمًا بمرح وهوَ يمسك يد كلاهما مشيرًا ليتصافحا :«حسنًا والآن أنتما أصدقاء!»
![](https://img.wattpad.com/cover/260176184-288-k313042.jpg)
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science-Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق جملته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...