|٢٣| تحت السيطرة

214 41 158
                                    

.
.
ليس هناك معنى لحياتي..
إن لم يكن زين معي..
.
.

فتح عينيه العسلية ببطءٍ لتقابله السماء المظلمة بينما الإنفجارات مشتعلة فيها، حاول تذكر آخر لحظة مر بها فتوسعت عينيه بقوة.

كانا قد فقدا القدرة على التحكم بالطائرة بعد إحدى ضربات وائل القوية، ربما بتلك الضربة كان ينوي القضاء عليهما وقتها.

لهذا وقبل أن يستطيعا موازنتها هبطت بهما ساقطةً من السماء للأرض، وهذا آخر ما يتذكره.

حاول النهوض ولكنه لم يستطع في بادئ الأمر لأنه شعر أن جسده محطم إثر اصطدام المركبة بالأرض، ولكنه حاول فقط من أجل البحث عن أخيه.

إعتدل في جلسته بصعوبة وراح ينظر حوله حين اشتم تلك الرائحة، فتوسعت عينيه برعب.. وقت وقع بصره على تلك البقعة التي تحترق بشكل خفيف.

وقف من مكانه ناسيًا ألم جسده واتجه نحو المكان ليُفاجئ بإشتعال النار داخل المركبة.

غطّى نصف وجهه بذراعيه ليبعد الحرارة عنه ثم أغمض إحدى عينيه ليصرخ :«زين!»

أخذ يردد إسم شقيقه علّه يسمعه ولكن لم يكن يتلقّى أي اِستجابة، النار تنتشر أكثر وبعض الحطام من المركبة انتشرت حوله.

بحث في كل مكان تقريبًا ولم يجده ليصرخ بانفعال وخوف :«زين! هل تسمعني؟ أرجوك رد علي!»

الحرارة فقط هيَ ماكانت تزداد فوقف من مكانه مسرعًا وأخذ يبحث هنا وهناك ولكن ذلك الصوت أوقفه بقوله :«هي أنت.. توقف سوف تؤذي نفسك!»

إنتفض ريان حين سماعه لصوته فهوَ لم يسمعه من قبل، إلا أنه لم يمنع نفسه من الإلتفاف إليه.

رأى ذلك اللون الذهبي الخفيف يحاوطه وهوَ يحمل أحدهم على كتفه، أجنحته تتحرّك بهدوء وعينيه الذهبية تتوهّج تحت الظلام.

خطى ريان من مكانه بضعة خطوات متجاهلًا ما حوله وفقط بصره مثبّت عليه ليقف مذهولًا بأعيُن تتلألأ :«مَن أنت؟»

بقيَ الآخر ينظر له بجمود قبل أن يجيب بصوت ثابت :«لا وقت للتعارف الآن.. أخوك معي»

جفل ريان بخفة حين سماعه لذلك ثم ركض نحوه سريعًا تزامنًا مع انخفاض الآخر على الأرض، وقف أمامه ثم جثى حين رآه قد وضع زين على الثلج.. لم يكن يعلم أ أخوه ميّت أم على قيد الحياة؟ ولكن لاحظ شحوب وجهه فأمسكه بكفيه هامسًا :«زين..»

لم يتلقّى منه استجابه أو أي حركة فنبض قلبه بقوة قبل أن يمرر كفّه على صدره يتحسس نبضات قلبه البطيئة كما لو أنها ستتوقّف.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن