|١١| سر الممر

260 51 310
                                    

.
.

لم يكن يعلم ما عليه قوله في هذه الأثناء فقبل قليل علم أن وائل قام بأخذ رامي ليبدأ اِستكشافاته عليه.

كان يحاول الثبات ولكن يبدوا أن من أمامه رأى العكس، لاحظ ضعفه.. علمَ كم هوَ منهارٌ الآن من الداخل، حلل ذلك من طريقة إخفاضه لرأسه.

إقترب منه وتكلم يحاول مواساته رغم علمه أنه أفشل شخص في المواساة :«مروان، كن قويًا قليلًا.. أنا سوف أتصرف ولن أسمح بأذيته!»

لم يبدي الآخر أي ردة فعل مما أزعجه، لذا استدار حينما لم يتلقى منه إجابة ليذهب ولكن قاطعه صوته المتردد والذي حمل حزنًا :«هل.. هل ما سيقوم به خطيرًا؟»

أدار مؤيد نصف رأسه ونظر له بطرف عينه ليعيد نظره للأمام مجيبًا وهوَ يكمل سيره :«لا أعلم..»

بعد تلك الكلمات شد مروان على بنطاله ليسمع صوت إغلاق الباب، بعد عدة ثواني نهض عن الكنبة ووقف أمام النافذة، لم يستغرق الكثير من الوقت حتى اِنهار على ركبتيه وتهدلت يديه لجانبيه.

إنسدلت غرته الزرقاء على عينيه عندما أسند جبينه على الجدار البارد، هوَ أراد البكاء ولكنه يكابر، أولًا.. مقتل السيد ماهر وثانياً... وصوله لهذا المكان.. ثالثًا أناس غرباء لا يعرفهم أبدًا، لطالما كره التعرف على أحدهم غير رامي ولكن ماهر كان ينصحه ويحاول إخراجه من عزلته إلا أنه يعاند.

شعر بجفنيه يحرقانه إثر تجمع العبَرات بهما فوضع يده على فمه ليكتم شهقة البكاء التي خرجت دون إذنٍ منه.

رفع ذراعه ومسحها قبل أن تهطل ثم وقف بترنّح ليرفع رأسه نحو النجوم في الخارج متحدثًا بينما يمد يده نحوها :«لن أستسلم! سأصبر لأكتشف ما سيحصل بعدها!»

بعد ذلك اِستدار واتجه نحو السرير ثم رمى ثقله وأحزان عليه؛ فلا يمكنه فعل شيءٍ الآن سوى الترقب والإنتظار، أخذ جفنيه يطبقان مخفيان تلكما البحريتين بهدوءٍ شديد آملًا صاحبها أن يرحمه التفكير وينام حتى لو دقيقة.

***

يسير في الممرات وهوَ يدندن بسعادة كما لو أنه غير مهتم لشيء البتة، قبل عدة ساعات كان يحادث توأمه في موضوع استطاع إقناعه به.

وبينما هو كذلك اِصطدم بشيء ما ثم تأوه ومسح على جبينه، رفع رأسه بعد ذلك ثم رمش عدة مرات لأنه لم يجد أي شيء فبماذا اِصطدم؟ إبتلع ريقه ببعض الخوف فلربما يكون أحد الأشباح ولكنه نفى تلك الفكرة الجنونية فالأشباح ستعبر من خلاله ولن تصطدم به.

ثواني هيَ ما فصلته عمّا حوله ليرى رأسًا لإنسان يطفوا في الهواء، صرخ بعد ذلك برعب واستدار ليهرب ولكن شعر بأحدهم يمسك بيده ليزيد صراخه أكثر لأنه لم يرى أي يد تمسك به.

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن