لطالما عكست السماء زرقة لونها على عيني، كنت أراها صافيةً فما بالها الآن تستحيل رمادًا؟ هل لأن الحياة أغلقت أبوابها في وجهي أم لأن كل شيء بهتَ في نظري؟.
.
.يرمي الأغراض من الخزانة هنا وهناك حتى بات المكان من حوله في حالة فوضى، بعد ذلك توقف ثم جثى على الأرض وتشبث برفوفها مسندًا جبينه عليها.
لم يكن بإمكانه التركيز في ظروف كهذه وخصوصًا بعد ابتعاد توأمه عنه، شعور الخوف لازال مرافقه ليُنزل إحدى يديه ويقبض على قلبه الذي ازدادت وتيرة نبضاته الهلعة، سمع صوت الباب يُفتح فلم يلتفت :«جهاد.. هل انتهيت؟»
رغم أنه سمعه ولكن لم يجبه مما جعل ذو العسليتين يعقد حاجبيه بقلق عند وقوع بصره على الفوضى، سار باتجاهه ثم جثى بجواره، لاحظ يده القابضة على صدره بسبب القلق ولعينيه المغلقتان بقوة :«هل تحتاج للمساعدة؟»
قالها وبقيَ عدة لحظات ينتظر الرد منه ليسمعه يقول باختناق :«لا... أنا متوتر جدًا ولا أشعر بالأمان!»
إنحنى ريان له وربت على كتفه ليبتسم بعدها ويقول :«ألا تثق بمؤيد؟»
حرك جهاد رأسه سلبًا وأجاب بعد أن عدل من جلسته وفتح عينيه :«لا الأمر ليس هكذا! أنا أثق به ولكن أشعر أن أخي لن يكون بخير بعد أن يحرره!»
رفع ريان يده ومسح على شعره برفق ليجيب :«ولو! ليس عليك أن تقلق! إن حدث شيء فسنتعاون على إصلاحه معًا موافق؟»
لم يكن بمقدور جهاد سوى الإبتسام بخفة والإيماء ليبتهج ريان إثر ذلك.
***
نظرة الإنكسار سكنت عينيه الذابلة ببعض الحزن بينما يحتضن الوسادة ويخفي نصف وجهه بها، قبل قليل فقط أستيقظ ولم يجد أحد في الغرفة سواه، لقد سئم من المكوث هنا و النوم لا غير، لقد اشتاق للحرية ولسماع صوت ضحكة رامي التي تعيد له الحياة.
أدرك أن في بعده عنه كل شيء كئيب وباهت جدًا، أغمض عينيه وأخذ يغوص بتفكيره وتخيلاته التي تبعده عن بشاعة الواقع.
***
يقف أمام إحدى الأبواب يحدق بالمستند عليه والذي كانت خصله منسدلة على كتفيه وظهره وخلفه فتًى جالس على الكرسي مخفضًا رأسه لينطق الأول :«أجئت لتحرره من أجل توأمه؟»
ضاقت عينا المعني ليخطوا خطوة من مكانه مجيبًا :«سيدي فقط أعطيني إياه وأعدك أنه لن يقوم بأي تصرف طائش!»
بعد كلامه ذاك نقل بصره نحو جواد الذي رفع رأسه وبانت ملامحه المرهقة، أعاد بصره لوائل الذي ابتسم ابتسامة جانبية ثم استدار وأمسك بيد جواد جاعلًا إياه ينهض عن الكرسي بقسوة.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Ficção Científicaتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...