part 46

3K 150 27
                                    

تطعن ارواحنا بسكاكين من نحبهم دائماً...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج الدكتور من تلك الغرفه وهو ينتزع كفوفه الطبيه من يديه، نهض ليو بسرعه بأتجاهه ليطمئن على الاخرى..
نظر له الدكتور مطولا ثم أردف:
الدكتور: من حضرتك؟
ليو: انا زوج المريضه، هل يمكنك أخباري ما هي حالتها؟
الدكتور: حسناً.. هي والجنين بخير لكنها تحتاج للراحه كونها تعرضت للضرب وأدى ذلك الى نزيف داخلي بالكاد استطعنا ايقافه، يبدو ان زوجتك تحتاج بعض الوقت بمفردها بعيداً عن العنف.. الا توافقني الرأي سيدي؟؟
مرر الدكتور نظراته الساخره على ليو ليضع الاخر سلاحه على بطنه بينما ينظر له ببرود قاتل.. قائلاً
ليو: أظن أن واجبك هو تأديه عملك ايها الفاشل، وأن لم ترجع معي اليوم الى البيت سأجعل من هذه المشفى جحيماً فوق روؤسكم..
شعر الدكتور بالخوف من نظرات الاخر وأدرك جيداً انه شخص لا يقبل المماطله وأنه سيقتل لا محال خصيصاً عندما وجد جثتين هامده ورائه غارقه بدمائها.. شعر بأرتجافه وشحب وجهه وقبل أن ينطق اكمل ليو:
ليو: جرب أن تقوم بعمل غبي وسيكون مستقبلك مثلهم!
أومئ بالايجاب عده مرات وهم ليكمل ملف المريض لأخراجها من المشفى..
.

.

.

نهض من الفراش وأغلق سحاب بنطاله، بينما تلك العاريه التي تقبع خلفه كانت تمسح سائله من جسدها.. وقبل أن تتفوه بما كانت على وشك قوله، سبقها برصاصه اخترقت فاهها جعلت من دماغها ينتشر على الفراش والدماء تنساب منه.. وبكل برود اتجه خارجاً، تمشى قليلاً في أرجاء مدينه نيويورك كونه مازال لا يستطيع نسيانها، هي لا تتركه وشأنه بل تلاحق مخيلته أينما ذهب.. كان الجو غائما والساعه اصبحت الـ9، حشداً من الناس يحاولون عبور الشارع وهو من بينهم، يرتدي جاكيته الاسود الطويل وبنطال وقميص باللون ذاته.. وحين شارف على العبور رأى جسداً جعل من اطرافه ترتعش،  وقلبه كاد أن ينفجر بسبب خفقانه.. شعر بالدم يتجمد في عروقه والهواء لم يعد يدخل رئتيه!..
كانت تقف امامه في الجانب الثاني من الشارع، اغمض عينيه وفتحهم بقوه ليجد أنها مازالت موجوده.. تقف امامه تنظر له بخيبه ودموعها تنساب بهدوء.. أخذ يركض تجاهها وهو يدفع الناس محاولاً الوصول اليها بأسرع ما يمكنه، اخذ يصرخ بأسمها.. وحين وصل للجانب الاخر لم يجدها، تلفت بكل الاتجاهات، نظر لوجوه الناس محاولاً التعرف عليها، كالملح الذائب بأختلاطه بالماء هكذا هي اختفت، ركض بكل ما امكنه يبحث عنها بين العامه اتجه لكل مكان بحث في كل زاويه وفي كل شارع وطريق..حتى تعب، ربما كان يتخيلها.. ربما باتت احلامه اصبحت واقعاً يعيشه، أو أن ضميره يؤنبه على ما اقترفه بحقها.. جلس ارضاً على احد الارصفه والالم يجتاحهه ويفتك بقلبه بقوة.. كم تمنى لو انها لا تزال حيه لكان كسر غروره وكبريائه لاجلها.. لكان فعل المستحيل لتبقى سعيده، وسيحميها من كل خطر حتى لو أدى ذلك بخسارته لحياته.. لكن الحياة ليست دائما كما نتمنى.. في تلك اللحظه، شعر بجلوس احدهم بجانبه، اغمض عينيه بألم وهو يقول..
لوكا: الا يكفيكِ جل ما فعلته بي، متى ستتركيني اموت بسلام!
لم يسمع منها رداً بل اكتفى بتخيلاته حولها، لا يريد أن تختفي عندما يفتح عيناه ولا يجدها امامه، لذلك اكتفى بتخيلها بجانبه.. ابتسمت بأنكسار وهي تقول..
لين: لم تحبني كما كنت افعل!.. ربما الان أنت تشرب من الكأس الذي شربت انا منه
نزلت دموعه ليقول:
لوكا: انا اشتاق لكِ.. ارجوكِ، عودي إلي!
مسح دموعه وفتح عيناه ووجه انظاره للسماء يلعن نفسه الف مره.. في كل مره يتشكل خيالها امامه يتلاشى بعدها بكلمه تجرحه وتؤنبه الف مره.. بات يراها بكل النساء، حتى من يضاجعهن.. كل شيء اصبح سوداوياً بدونها.. بدون نظراتها التي كانت كالبلسم لجروحه حين ينزف وكالسيف كان لها حين تقترب منه يجرحها بكل ما يمكنه..نهض من مكانه ليتجه الى اقرب ملهى ليلي..دخل هناك حيث الموسيقى الصاخبه تملئ الارجاء والراقصات شبه العواري بفساتينهن يتراقصن ويحركن باجسادهن ليتقربن من لوكا الذي كان يقطر وسامه بشعره المتساقط على جبينه وعيناه التي لونها بات اصفراً اجتاز ذلك الحشد من الناس الذين يتراقصون بجنون على ايقاع تلك الموسيقى وتعالت اصوات الضحك في الارجاء اتجه الى احدى الطاولات المنفرده التي تعرض له المكان باكمله، جلس يحاول أن يتناسى آلم قلبه ليقاطعه ذلك النادل وهو يحمل صينيه بيده فوقها العديد من كؤوس النبيذ وبعض المشاريب الاخرى..لم يأخذ من تلك الكؤوس شيئاً بل رمقه بحده واردف..
لوكا: اريد مارتيني وكأساً على جنب مع ليمونه صغيره وبعض الفودكا..اكمل كلامه وهو يضع سلاحه على الطاولة ليبتلع الاخر ريقه ويتجه الى طلبه بأقصى سرعه...اخذ يشرب كأساً تلو الاخر حتى شعر بتلك اللمسات البارده تمسح على وجهه وتنظر له بدون تعابير..استمر الاخر بالتحديق بوجهها ثم اردف:
لوكا:حتى وانا سكيراً يا لين؟..الا يمكنك جعلي اتناسى ذلك الذنب الذي اقترفته بحقك؟..الم تكتفي من تعذيبي بكِ؟..اكاد احترق توقفي عن ذلك!..فقط لو كنتي على قيد الحياة لكنت قتلك قبل أن تنتحري..ابتسم بسخريه ثم اكمل.
ياللعار التراب احتظن حزنك وانا لم افعل!
اتكأ برأسه على يده، وهو يؤكد لنفسه أنه اصبح مجنوناً حقاً بسببها..رفع رأسه مجدداً ليجدها اختفت بالفعل كما يحدث في كل مره..ترى ماذا سيحدث لو انها مازالت على قيد الحياة؟..هل كنت سأستمر بتعذيبك أم كنت سأخبئك في غياهب قلبي؟..
اخذ يفكر على هذا النحو حتى شعر بتثاقل جسده ليقرر الذهاب الى اخر ملجأ لروحه المبعثره وشتاته المتكسر الى عده قطع صغيره...

.

.

.
لعن راست وهو ينظر لذلك الرجل الغبي الذي وظفه تحت يديه لمساعدته بأيجاد الفتاه التي يحب!
راست: هل انت غبي ميرو!..انهاااا ليستتت من ابحث عنها!!
ميرو: انا اسف سيد راست..ارجوك لا تقتلني انا فقط بذلك جهدي ويبدو أنني فشلت، لا تؤذني أرجوك!!
راست: اذهب من هما انت مطروووود!!
صرخ به ليقع قلب الاخر من سرواله الداخلي وهو يرتجف بشده..ليقاطع سلسله افكاره اخيه الذي يتصل به بهذا الوقت!..
* دائماً فيي الوقت الغللللط!!...دائماً في الوققققت الغلط..جون الغبي*
اردف راست قبل أن يرد على هاتفه بعصبيه، وبكل دقه اتخذ البرود موقفه الجديد..وارتداه قناعاً له،وكأنه لم يكن من يشتعل غضباً منذ عده ثواني قليله جداً..وضع السماعه على اذنه وفتح المكالمه بدون أن ينطق بحرف..
ليأتيه صوت الاخر قائلاً
جون: اليوم هو ذكرى وفاة والدنا العزيز يا راستي!..
قلب راست عيناه بملل، فهو لم يكن بتلك العلاقه الوطيده بأبيه ولطالما كان يعتبره مجرد أب لا وجود فرق بوجوده او عدمه، همهم بتفهم بدون أن ينبس بحرف ليكمل جون قائلاً..
جون: ستأتي راست..لا ترفض هذه المره!.سأكون بانتظارك في مقبره لابوريا..تذكر!..الساعه الحاديه عشر!!
راست: أن كنت قد انهيت كلامك..ف أسمح لي أن اغلق الهاتف ف الهراء هذا لم يعد يهمني..لا فائده من وجودي امام قبره واتصنع الحزن!..اراك لاحقاً
وبدون أن يكمل جون كلامه سبقه راست واغلق الخط بوجهه جاعلاً من الاخر ينظر بشرود لوهله...لطالما كان راست يكره العزاء ترى ما السبب الذي يمنعه بزياره قبر والده حتى؟
الأنه كان مهمل من قبل ابي؟**
هذا ما دار بعقل جون..

.

.

.

دخلت اميليا وبيدها صينيه تحوي ع بعض الطعام..وفور أن لمح جايك جسدها يدخل من تلك الباب استقام بجلوسه وغطى جسده السفلي بالالحفه،شعرت بالحمره تتصاعد الى خديها بسبب نظراته الا ان ذلك لم يمنعه من أن يطيل النظر اليها..وبطريقه ما كان قد اعجبه احمرارها بسببه، اخذت الصينيه ووضعتها امامه وهي تقول..
اميليا: لقد حضرت لك سلطه خضار وعصير العنب الاحمر وبعض من حساء الدجاج..سيساعدك بتقويه مناعتك وستصبح اقوى من ذي قبل كما أن جسدك مازال بحاجه الى بعض البروتينات..عليك أن تتغذى جيداً سيد جايك!
نظر لها جايك بتفحص ثم حول انظاره على شكل الطعام الشهي ليقول:
جايك: هل حقاً أنتِ من صنع كل هذا؟
اعتلت شفتيها ابتسامه صغيره وهي تومئ بالايجاب وهي تقول..
اميليا: اجل سيدي..
جايك: رجاءاً بدون هذه الرسميات..سيكون من الافضل لو ناديتيني جايك فقط أو جاي!
اميليا: حسنا جايك سيسعدني هذا..لكن يجب أن تتناوله كله..انت بحاجه لاستعاده قوتك الجسديه..
ابتسم لها جايك والتقط الملعقه بتناول بهدوء وبالكاد استطاع اخفاء ملامح وجهه المندهشه من طعم الاكل ولذته وكأنه لم يتذوق شيئاً بهذه اللذه والطعم اللذيذ..

•التوقعات؟

سأنفـي جمـالكِ † ﴿ قيد التعديل﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن