part 47

2.9K 144 26
                                    

دع التكبر جانباً..و دع حضني يلامس حضنك لوهله..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتحت عيناها ببطئ لتتضح لها الرؤيه الضبابيه..كانت الغرفه مظلمه لكنها ادركت انها ليست تلك الغرفه التي اعتادت عليها حين يعذبها ليو ويشتاط غضباً عليها، دعكت رأسها بآلم وحاولت النهوض لتشعر بتلك النغزات التي آلمتها بحق، عادت لوضعها واستمرت بالنظر للسقف، عادت تلك الافكار التي راودتها..ترى ما سر تلك الافكار..وما خطب تلك الذكريات التي ظهرت من العدم؟؟..هل من الممكن أني فقدت جزء صغير من ذاكرتي بعد ذلك الحادث أم انها مجرد تخيلات من نسيج مخيلتها؟..ما خطب ليو معي لما لا يحاول تصديقي بعد كل ما اخبرته به؟..
عكفت حاجبيها وهي تتذكر ذلك الموقف حين زيف ذلك الشاب دماء عذريتها وقد رأت شكله وتذكرت ملامحه جيداً، أن كانت تلك الرؤيه حقيقية فعلا فهي لن ترحمهم بعد ما حدث لها..نهضت والالم يكاد يمزقها ارباً وأنسلت بعض نقاط الدماء من الثوب الابيض الفضفاض اتجهت الى حيث الكومودينو..بدأت بفتح ادراجه واحداً تلو الاخر، باحثه عن أداة حادة..وبعد عناء طويل وجدت مرآه دائريه صغيره حجمها لا يضاهي حجم كف يدها، وبقوة رمتها ارضاً حتى تكسرت تماماً، اخذت قطعه حاده صغيره ومدببه، وبهدوء مررتها على اصبعها السبابه لتنساب منه الدماء وهي تجر خطاً رفيعاً ورائها، شعرت بالتقزز الا انها وضعت اصبعها في فمها وامتصت تلك الدماء المنسابه منه، قليلاً حتى شعرت بالصداع ذاته الا انه كان اقل آلماً او انها اعتادته نوعاً ما الا انه لم يكن بالقدر ذات كما في المره الثانيه التي امتصت فيه اصبعها عن طريق الخطأ..تدريجياً شعرت بجسدها ينفث حراره وتعرقت جبهتها بنقاط طفيفه من العرق..مسحت جبينها بكم ثوبها، وجلست على السرير..تخدرت اطرافها كما حدث سابقاً..اغمضت عيناها وهي تحاول ان تلتمس أي شيء يصلها بما رأته مسبقاً...حاولت جاهده أن ترى او تجد أي شيء..ربما جَنت ولكنها لن تتوقف حتى تجد الحقيقه..
وبعد محاولات كثيره والتي باتت جميعها بالفشل استسلمت لامر الواقع ورمت بجسدها عائده للنظر الى سقف الغرفه الموحش..اغمضت عيناها بتعب..ليمر خيطاً من بعض الذكرى السابقه امامها..
*دماء عذريتها...صوت خطوات سريعه...همسات ضعيفه:
-ستنجح الخطه..
-سأبدأ بتنفيذ الخطه الآن!
-ليو سيكون لي وحدي
-سنرى كيف ستنجين ايها العاهره
-سنجعلها تشرب تلك القاروره الصغيره!
تزاحمت تلك الهمسات في ذهنها لدرجه شعرت بان عقلها سينفجر...

.

.

.

فتح ليو باب تلك الحانه التي تصرخ برائحه الخمر والسجائر نظر بعينيه متفحصاً المكان بكل بروت وجبروتٍ طاغي، تحولت جميع الانظار اليه منها النساء اللواتي يردن التودد اليه ومنها الرجال الذين شعروا بالغيض لشده جماله وجذبه للنساء..تجاهل ليو الكل كأن المكان فارغ تماماً واتجه الى ذلك الوحيد الذي يقبع في تلك الطاوله المربعه التي تقع في احدى زوايا هذهِ الحانه، جلس واخرج سيجاره له وأشعلها لنفسه وبدأ بنفث دخانها بهدوء وبرود كالجليد ذاته..اخرج سلاحه ووضعه على الطاولة امام اعين الاخر الذي ينتظر جحيمه..تمنى لو بأمكانه الهجوم على ليو وضربه حافزاً لكي يقتله الاخر ويخلصه من هذا الكابوس الذي يعيشه..زفر بحنق ثم اردف..
لوكا: كيف وجدتني ليو؟!
تجاهله ليو سؤال الاخر واستمر بتدخينه المعتاد، تنهدت لوكا بقله حيله فهو بالنهايه زعيمه ولا يستطيع ردعه او حتى الوقوف بوجهه مع العلم انه يحبه كأخيه الكبير وحتى لن يفكر بذلك ابداً، لطالما تمنى الموت على أن يعارض زعيمه الاكبر..وبعد تجاهل ليو له اصبح متاكداً انه بمازق، فمنذ وفاة لين وهو اختفى عن الانظار كلياً ولم يكن أي اهتمام سواء لعصابته او حتى لزعيمه..وبدون موافقه زعيمه غاب عنهم جميعاً نحو المجهول..قاطع سلسله افكاره المتشائمه ليو وهو يقول بسخريه..
ليو: اصبحت كالعاهرات لوكا..
رفع لوكا رأسه للاعلى واغمض عينيه، وضعه لا يسمح له بخوض نقاش الآن..خصوصاً مع ليو..
ليـو: اشعر بالشفقه تجاهك..ألست من أراد هذا منذ البدايه؟
صر لوكا على اسنانه بقوه وكور قبضته محاولاً كبت غضبه بسبب تجريح ليو له واستفزازه الذي يمقته منذ ازل..
لوكا: لا اريد النقاش حول ذلك الموضوع..زعيم!
ليو: تقبل امر الواقع لوكا، الحياة فرص وانت لم تستغل فرصتك جيداً بل جعلتها تنساب من بين يديك، لن يفيدك الندم...ليس وانت من اختار هذا!..لذا دعك من هذه الدراما ودعنا نعود سوياً..فريقناً ناقص نحتاجك!
لوكا: عصابتنا لن تقف لمجرد أني لست موجوداً بينكم ليو، وجودك وحده يكفي لملئ عصابه كامله..واثنينا نعرف أنك اتيت لتنتشلني من الجحيم، كما كنت تفعل سابقاً في كل مره ادخل لهذا البؤس!..
عاد ليو ليضع سلاحه في حزامه المخصص ورمى سيجارته بأهمال واردف بنبره لا تحتمل المماطله او السخريه..
ليو: انتظرك بالخارج..
نهض من مكانه ويتبعه جبروته وشخصيته الحاده، تنهد لوكا بعمق وتعب شديد..* اللعنه!..هذا ما كان ينقصني*
ضرب الطاوله بعصبيه بيده، حتى جعلت كل من بالحانه ينظر نحوه بتسائل ليتجه للخارج بحث عن ليو ليجد خياله في ذلك الزقاق الذي لا يضيئه سوى ذلك العامود القديم وسطوعه الذي قارب على أن ينطفئ.

سأنفـي جمـالكِ † ﴿ قيد التعديل﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن